responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 632

ثم إن جيش مسلم بن عقبة غلب على المدينة فأباحها مسلم ثلاثا ودعا الناس للبيعة على أنهم خول عبيد ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، ثم إن مروان أتى بعلي بن الحسين فاقبل علي يمشي بين مروان وابنه عبد الملك يلتمس بهما عند مسلم الأمان فجاء حتى جلس عنده بينهما فدعا مروان بشراب [1] ليتحرم بذلك من مسلم فاتى له بشراب فشرب منه مروان شيئا يسيرا ثم ناوله عليا، فقال له مسلم: لا تشرب من شرابنا، فامسك، فقال مسلم: إنك إنما جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي، والله لو كان الأمر إليهما لقتلتك ولكن أمير المؤمنين أوصاني بك فذلك نافعك عندي فان شئت فاشرب شرابك الذي في يدك وإن شئت دعونا بغيره قال هذه التي في كفي أريد فشربها ثم قال إلى هاهنا فأجلسه معه وفي رواية لما أتى بعلي بن الحسين إلى مسلم قال من هذا؟
قالوا علي بن الحسين، قال مرحبا وأهلا ثم أجلسه على السرير والطنفسة ثم قال إن أمير المؤمنين أوصاني بك قبلا وهو يقول إن هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وصلتك ثم قال لعلي لعل أهلك فزعوا قال أي والله فامر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها اه ومر عند ذكر كرمه وسخائه إنه في وقعة الحرة ضم إليه أربعمائة امرأة منافية وبعولتهن إلى أن تفرق جيش مسلم بن عقبة وفي رواية أربعمائة امرأة مع أولادهن.
ما روى عنه في فنون من العلم في الضحك روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن علي بن الحسين: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم.
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حلية الأولياء بسنده عن علي بن الحسين قال التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره الا ان يتقي تقاة.
قيل وما تقاته؟ قال: يخاف جبارا عنيدا ان يفرط عليه أو ان يطغى ورواه ابن سعد في الطبقات بسنده عنه ع مثله.
في كتمان العلم في حلية الأولياء: قال علي بن الحسين من كتم علما أحدا أو اخذ عليه اجرا رفدا، فلا ينفعه ابدا.
في الصبر في حلية الأولياء بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس فيقال انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين؟
فيقولون إلى الجنة، قالوا قبل الحساب؟ قالوا نعم، قالوا من أنتم؟ قالوا أهل الفضل، قالوا وما كان فضلكم؟ قالوا كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسئ إلينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. ثم ينادي مناد ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون نحن أهل الصبر، قالوا ما كان صبركم؟ قالوا صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين. ثم ينادي مناد ليقم جيران الله في داره فيقوم ناس من الناس وهم قليل. فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، قالوا: وبم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين.
وبسنده عن العتبي عن أبيه: قال علي بن الحسين وكان من أفضل بني هاشم لابنه: يا بني اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق ولا تجب أخاك إلى الامر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.
وبسنده عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين أهل الصبر فيقوم ناس من الناس فيقال على م صبرتم؟ قالوا صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله عز وجل.
فيقال: صدقتم ادخلوا الجنة.
في العبادة في حلية الأولياء: كان علي بن الحسين يقول: إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
في القناعة في الحلية بسنده عن أبي حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين يقول: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
في استحباب تقبيل الصدقة ومناولتها الفقير بنفسه في الحلية بسنده أن علي بن الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل، قبلها ثم ناوله. وروى ابن سعد في الطبقات أنه كان يأتيه السائل فيقوم حتى يناوله ويقول إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل.
من روى عن علي بن الحسين ع من العلماء قد أحصى الشيخ الطوسي في كتاب رجاله الرواة عنه ع وتجدهم في مطاوي كتابنا هذا كلا في بابه. وفي مناقب ابن شهرآشوب روى عنه الطبري وابن البيع وأحمد وابن بطة وأبو داود وصاحب الحلية والأغاني وقوت القلوب وشرف المصطفى وأسباب نزول القرآن والفائق والترغيب والترهيب عن الزهري وسفيان بن عيينة ونافع والأوزاعي ومقاتل والواقدي ومحمد بن إسحاق اه والمراد أنهم رووا عنه بالواسطة.
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: كان بابه يحيى ابن أم الطويل المطعمي. ومن رجاله من الصحابة جابر بن عبد الله الأنصاري وعامر بن واثلة الكناني وسعيد بن المسيب بن حزن وسعيد بن جهان الكناني مولى أم هانئ. ومن التابعين أبو محمد سعيد بن جبير مولى بني أسد ومحمد بن جبير بن مطعم وأبو خالد الكابلي والقاسم بن عوف وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر وإبراهيم والحسن ابنا محمد بن الحنفية وحبيب بن أبي ثابت وأبو يحيى الأسدي وأبو حازم الأعرج وسلمة بن دينار المدني الأقرن القاص. ومن أصحابه أبو حمزة الثمالي بقي إلى أيام موسى ع وفرات بن أحنف بقي إلى أيام أبي عبد الله ع وجابر بن محمد بن أبي بكر وأيوب بن الحسن وعلي بن رافع وأبو محمد القرشي السدي الكوفي والضحاك بن مزاحم الخراساني أصله من الكوفة وطاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن وحميد بن موسى الكوفي وأبان بن تغلب بن رباح وأبو الفضل


[1] المراد بالشراب هنا ما يتخذ من الثمار والفواكه من الربوبات.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 632
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست