responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 47

عصر النبي ص مثلها بعد عصره وهي من أهم المصالح العامة بعد النبوة ولم يكن الله تعالى بحكمته ولطفه ورأفته بالعباد ليكلها إلى نظر الناس المتفرقي الأهواء المختلفي الطباع وكما يجب في النبي المبعوث لهداية الأمة أن يكون معصوما من الصغائر والكبائر لتقبل الأمة قوله ولا تنفر عنه كذلك يجب في الإمام القائم مقامه والنائب عنه في حفظ الشريعة التي جاء بها من الزيادة والنقصان وحفظ الثغور والحكم بين الناس بالعدل لتقبل الأمة قوله فالدليل الدال على وجوب عصمة النبي دال على وجوب عصمة الامام وقوله بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى مذهبهم يرده أنها صريحة غير محتاجة إلى التأويل وإنما يؤولها غيرهم على مقتضى مذهبهم بتأويلات فاسدة هي بعيدة عنها. وجهابذة السنة هم الذين رووها وصححوا طرقها كما ذكرناه في الجزء الثاني في أدلة إمامته.
قال: ومن هنا نشأت فكرة الوصية ولقب علي بالوصي يريدون أن النبي اوصى لعلي بالخلافة من بعده إلى أن قال: وانتشرت كلمة الوصي بين الشيعة واستعملوها ثم ذكر قول أبي الهيثم بن التيهان وكان بدريا في أبياته: أن الوصي امامنا وولينا وقول غلام من جيش عائشة:
نحن بني ضبة أعداء علي ذاك الذي يعرف قدما بالوصي قال: وسقنا هذا لبيان إن كلمة الوصي شاعت في إطلاقها على علي وإن كنا نشك في نسبة هذه الأبيات إلى قائليها.
ونقول: أخطأ في قوله إنهم يريدون ان النبي اوصى لعلي بالخلافة فوصاية علي كانت على قضاء دينه ووفاء وعوده والقيام بأمر أهله ولكن ذلك يومي إلى أنه لم يكن ليأتمن غيره على أمور أمته العامة كما لم يأتمن غيره على أموره الخاصة وهو يقول إنه يشك في نسبة هذه الأبيات إلى قائليها بالطبع لأنها تثبت الوصاية لعلي وإن رواها ثقات المؤرخين. أما ما يفيد الغض من علي وشيعته فلا يتطرقه الشك مهما كان ناقله. وتلقيب علي بالوصي كان شائعا مشهورا وقد أورد ابن أبي الحديد على اشتهاره عدة شواهد واشتهر حتى عند أعداء علي فقاله الغلام الذي في جيش عائشة كما سمعت، والمؤلف لما كانت نفسه لا تطاوعه على تلقيب علي بالوصي شككها في أصل الشعر.
ثم نقل [1] عن ابن أبي الحديد كلاما في حق علي وقال إنه يعد من معتدلي الشيعة.
ونقول ابن أبي الحديد معتزلي وأين المعتزلي من الشيعي فلا يصح عده في معتدلي الشيعة ولا في متجاوزيهم.
قال: [2] فمنهم من اقتصر على القول بان الخلفاء الثلاثة ومن شايعهم أخطأوا ومنهم من تعالى فكفرهم وكفر من شايعهم.
ونقول مذهب الشيعة إن الاسلام هو ما عليه جميع أهل المذاهب فضلا عن الخلفاء وعليه يجري التناكح والتوارث وسائر أحكام الاسلام حتى إن من قال بالتجسيم من الحنابلة ولكنه لم يلتزم بلوازم قوله لا يحكم عليه بالكفر ولكن تكفير الخلفاء بدأ من الصدر الأول ومن الصحابة المقدسين فقد كانت أم المؤمنين تقول اقتلوا نعثلا فقد كفر وكان معاوية يقول عن أحد أصحاب علي إنه كفر كفرة صلعاء أو ما هذا معناه وكان علي يسب على منابر الاسلام في جميع البلدان حتى على منبر رسول الله ص بالمدينة في الأعياد والجمعات نحوا من سبعين سنة.
قال: [3] وانحدروا من ذلك إلى شرح حوادث التاريخ على وفق مذهبهم وتأويل الوقائع تأويلا غريبا أسوق لك مثلا منه فزعموا أن رسول الله ص كان يعلم موته وإنه سير أبا بكر وعمر في بعث أسامة لتخلو المدينة منهما فيصفو الامر لعلي فلم يتم ما قدر وتثاقل أسامة بالجيش أياما مع شدة حثه على نفوذه.
ونقول: حوادث التاريخ في ذلك بينة لا تحتاج إلى شرح وتأويل والنبي ص حينما أحس بدنو أجله كان في شغل بنفسه عن تسيير الجيوش لحرب الروم الذين يعدون بمئات الألوف وعن الحث على تنفيذ جيش أسامة مرارا والتشدد فيه وهو في أشد المرض ونرى المؤلف لم يبين وجه الغرابة فيما زعمه تأويلا واقتصر على مجرد الدعوى.
قال: ولم يكتف غلاة الشيعة في علي بأنه أفضل الخلق بعد النبي وإنه معصوم بل منهم من ألهه.
ونقول: تفضيل علي وعصمته لا غلو فيه فقد قام البرهان الساطع عليه وسنفصله هنا وفي الجزء الثالث وكذلك وجوب الإمامة وعصمة الامام قد مرت الإشارة إليها وذكرنا أن الدليل الدال على وجوب النبوة ووجوب عصمة النبي دال عليها وأما خلط من أله عليا مع الشيعة فهو خطا وظلم فالشيعة تبرأ من كل غال ومؤله.
قال: وقد ذكروا إن أول من دعا إلى تاليه علي عبد الله بن سبأ اليهودي في حياة علي وهو الذي حرك أبا ذر الغفاري للدعوة الاشتراكية وكان من أكبر من ألب الأمصار على عثمان والآن أله عليا.
ونقول: أبو ذر الذي شهد له الرسول ص بأنه ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق منه. والذي وصفه علي ع بأنه وعى علما عجز عنه الناس ثم أوكأ عليه ولم يخرج شيئا منه لم يكن ليدعو إلى الاشتراكية الباطلة بضرورة دين الاسلام ولم يكن ليتبع فيها رأي ابن سبا اليهودي الأصل وأولى به أن يتبع رأي علي بن أبي طالب الذي اشتهر بولائه واتباعه وهيهات أن يدعه علي يعتقد ذلك وأبو ذر انما كان يعيب على الذين يكنزون الأموال من مال الأمة وينفقونها على ذوي قراباتهم ومن لهم فيه هوى ويمنعونها غيرهم فتوهم البعض من بعض أقواله إنه يدعو للاشتراكية. اما تأليب ابن سبا الأمصار على عثمان فهو أقل وأذل من ذلك وإنما الذي ألب الأمصار على عثمان هو مروان الذي كان يكتب الكتب عن لسان عثمان ويختمها بخاتمه ويرسلها مع غلامه على ناقته وعثمان لا يعلم بذلك، والوليد بن عقبة الذي تقيأ الخمر في محراب مسجد الكوفة وصلى الصبح ثلاثا وهو سكران، ومن كان يخرج قميص رسول الله ص ويقول ما يقول ويصف عثمان بما يصف والذين خرجوا من المدينة إلى مكة وعثمان محصور وألبوا عليه ولم ينصروه ثم خرجوا يطلبون بثاره وهم ثاره. هؤلاء الذين ألبوا الأمصار على عثمان وكان لتأليبهم الأثر الفعال لا ابن سبا وإن موه المموهون.
قال: والذي يؤخذ من تاريخه أي ابن سبا أنه وضع تعاليم لهدم الاسلام وألف جمعية سرية لبث تعاليمه نزل البصرة بعد أن أسلم ونشر فيها دعوته فطرده واليها ثم أتى الكوفة فاخرج منها ثم جاء مصر


[1] فجر الاسلام ص 328 الطبعة الرابعة.
[2] فجر الاسلام ص 329 الطبعة الرابعة.
[3] فجر الاسلام ص 330 الطبعة الرابعة.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست