responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 309

وكان بابه في المربعة التي في القبر قال: وقد أسند أبو غسان عن مسلم بن سالم قال عرس علي بفاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة الزور وكانت داره في المربعة التي في القبر قال سليمان وقال مسلم لا تنس حظك من الصلاة إليها فإنه باب فاطمة التي كان علي يدخل إليها منه وقد رأيت حسن بن زيد يصلي إليها.
وقوله عرس بها الخ يخالف ما مر من أنه بنى بها في دار استأجرها.
ثم حكى عن ابن شبة ان عليا ع اتخذ بالمدينة دارين أحدهما دخلت في مسجد رسول الله ص والأخرى دار علي التي بالبقيع.
ثم حكي عن رزين انه لما كان زمن الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز عامله على المدينة ومكة بعث الوليد إليه بمال وقال له من باعك فاعطه ثمنه ومن أبى فاهدم عليه واعطه المال فان أبى ان يأخذه فاصرفه إلى الفقراء. ثم ذكر عدة روايات انه بينما الوليد بن عبد الملك يخطب على منبر رسول الله ص إذ انكشف الكلة عن بيت فاطمة ع وإذا حسن بن حسن يسرح لحيته فلما نزل أمر بهدم بيت فاطمة اخذه الغضب لكونه لم يسمع خطبته بل جلس في بيته يسرح لحيته فامر بهدمه فأبى حسن بن حسن وفاطمة بنت الحسين وهي زوجته زوجه إياها عمه الحسين ع ان يخرجوا منه فامر بهدمه عليهم وهما فيه وولدهما فنزع أساس البيت وهم فيه فلما نزع أساس البيت قالوا لهم ان لم تخرجوا قوضناه عليكم فخرجوا منه. وفي رواية أخرى إن الوليد كان يبعث كل عام رجلا إلى المدينة فيأتيه باخبارها فقال له مرة لقد رأيت أمرا لا والله ما لك معه سلطان كنت في مسجد النبي ص فإذا منزل عليه كلة فلما أقيمت الصلاة رفعت الكلة وصلى صاحبه فيه بصلاة الامام وهو ومن معه ثم أرخيت الكلة واتي بالغداء فتغدوا وإذا هو يأخذ المرآة والكحل فسالت فقيل إن هذا حسن بن حسن قال ويحك فما اصنع هو بيته وبيت امه فما الحيلة قال تزيد في المسجد وتشتري هذا المنزل فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك فأبوا وقال حسن والله لا نأكل له ثمنا ابدا وأعطاهم به سبعة آلاف أو ثمانية آلاف دينار فكتب إلى الوليد بذلك فامره بهدمه وإدخاله وطرح الثمن في بيت المال ففعل وانتقلت منه فاطمة بنت الحسين بن علي اه.
خبر فدك وميراث رسول الله في معجم البلدان فدك بالتحريك وآخره كاف قرية بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة فيها عين فوارة ونخل كثير أفاءها الله على رسوله ص في سنة سبع صلحا اه. والأرض التي تفتح صلحا منها ما يسلم أهلها وتكون أرضهم لهم ومنها ما يصالحون على أن تكون الأرض أو بعضها للنبي ص فهذا ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فيكون خالصا للنبي ص. وفدك مر ذكرها في هذا الجزء في موضعين أحدهما بعد غزاة خيبر وثانيهما بعد سرية ذات السلاسل فان النبي ص ارسل إلى فدك سرية مع علي ع لما علم أن أهلها يريدون معاونة أهل خيبر عليه وذلك قبل فتح خيبر فهرب أهل فدك وغنم علي من نعمهم وأموالهم ولكنها لم تفتح يومئذ وإنما كان اثر هذه السرية انهم خافوا وأحجموا عن مساعدة أهل خيبر ثم لما فتحت خيبر خاف أهل فدك وأرسلوا إلى النبي ص وصالحوه.
وقد روى المحدثون وأهل السير والآثار منهم محمد بن إسحاق صاحب المغازي إن رسول الله ص لما فرع من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله ص فصالحوه على النصف من فدك قال وكانت فدك لرسول الله ص خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وأبقاهم فيها فكان يزارعهم ويساقيهم على النصف فلما توفي النبي ص طلبت فاطمة ميراثها من رسول الله فروى أبو بكر عن النبي ص أنه قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة وبه احتج الأصوليون من أهل السنة على أن خبر الواحد حجة قالوا رواه أبو بكر وقبله الصحابة فكان إجماعا ثم إن فاطمة طلبت نحلتها من رسول الله ص وقالت إنه نحلها فدكا فطلب منها البينة فشهد لها علي وأم أيمن فقال قد علمت يا بنت رسول الله انه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين.
قال ابن أبي الحديد: وسالت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له أ كانت فاطمة صادقة قال نعم قلت فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدكا وهي عنده صادقة فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال لو أعطاها اليوم فدكا بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته من مقامه ولم يمكنه الاعتذار والمدافعة بشئ لأنه يكون قد أسجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة قال وهذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل اه ولم تذعن فاطمة لرواية أبي بكر وبقيت مصرة على طلبها الميراث والنحلة. روى البخاري في صحيحه في باب فرض الخمس عن عائشة أم المؤمنين رض إن فاطمة ع ابنة رسول الله ص سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله ص أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله ص مما أفاء الله عليه فقال لها إن رسول الله ص قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله ص فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ص ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ص من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى عليها ذلك الحديث ورواه البخاري في صحيحه أيضا في كتاب المغازي في غزوة خيبر مثله إلى أن قال: فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها الحديث وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عروة بن الزبير ان عائشة زوج النبي ص أخبرته ان فاطمة بنت رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ص ان يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله ص مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله ص قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله ص ستة أشهر وروى البخاري في باب قول رسول الله ص لا نورث ما تركناه صدقة باسناده عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ان فاطمة والعباس آتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ص وهما حينئذ يطلبان ارضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما سمعت رسول الله ص يقول لا نورث ما تركناه صدقة انما يأكل آل محمد من هذا المال قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت وهكذا رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر ثم رواه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة إن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ص ميراثها مما ترك مما أفاء الله عليه فقال لها: إن رسول الله ص قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت قال وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله ص ستة أشهر وذكر تمام

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست