responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 308

وفي طبقات ابن سعد: جاء رسول الله ص فاستفتح اي على علي ليلة زفافه فخرجت إليه أم أيمن فقال أ ثم اخى فقالت وكيف يكون أخاك وقد أنكحته ابنتك قال فإنه كذلك ثم قال أ أسماء بنت عميس قالت نعم قال جئت تكرمين بنت رسول الله قالت نعم فقال لها خيرا ودعا لها وروي أنه قال اللهم انهما أحب إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا واني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم ودعا لفاطمة فقال اذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا وروي أنه قال مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان وفي رواية إنه قال اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلى اجعله لك وليا وبك حفيا وبارك له في أهله ثم قال يا علي ادخل باهلك بارك الله تعالى لك ورحمة الله وبركاته عليكم انه حميد مجيد ثم خرج من عندهما فاخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله وطهر نسلكما انا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما استودعكما الله واستخلفه عليكما ثم أغلق عليهما الباب بيده.
وفي رواية أنه قال: اذهبا إلى بيتكما جمع الله بينكما وأصلح بالكما ولا تهيجا شيئا حتى آتيكما فامتثلا حتى جلسا مجلسهما وعندهما أمهات المؤمنين وبينهن وبين علي حجاب وفاطمة ع مع النساء ثم اقبل النبي ص فدخل وخرج النساء مسرعات سوى أسماء بنت عميس [1] وكانت قد حضرت وفاة خديجة ع فبكت خديجة عند وفاتها فقالت لها أسماء أ تبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ص ومبشرة على لسانه بالجنة فقالت ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف ان لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ قالت أسماء بنت عميس فقلت لها يا سيدتي لك عهد الله علي ان بقيت إلى ذلك الوقت ان أقوم مقامك في هذا الامر فلما كانت تلك الليلة وامر النبي ص النساء بالخروج فخرجن وبقيت فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال من أنت فقلت أسماء بنت عميس قال أ لم آمرك ان تخرجي فقلت بلى يا رسول الله وما قصدت خلافك ولكن أعطيت خديجة عهدا فحدثته فبكى وقال فاسال الله ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم. ولم يزل ص يدعو لهما حتى توارى في حجرته ولم يشرك أحدا معهما في الدعاء. وروى ابن سعد في الطبقات عن بعض من حضر اهداء فاطمة من النساء قالت أهديت في بردين من برود الأول عليها دملون جامن فضة مصفران يزغفران. واختلف في قدر عمر الزهراء يوم تزوج بها أمير المؤمنين ع بناء على الاختلاف في تاريخ مولدهما كما مر فعلى قول أكثر أصحابنا انها ولدت بعد النبوة بخمس سنين يكون عمرها حين تزويجها تسع سنين أو عشر سنين أو إحدى عشرة سنة لأنها تزوجت بعلي ع بعد الهجرة بسنة وقيل بسنتين وقيل بثلاث سنين قال ابن شهرآشوب في المناقب ولدت بعد النبوة بخمس سنين وأقامت مع أبيها بمكة ثمان سنين ثم هاجرت إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين بعد بدر وعلى قول بعضهم انها ولدت بعد النبوة بسنتين يكون عمرها يوم تزويجها اثنتي عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة بناء على الخلاف في أن تزويجها كان بعد الهجرة بسنة أو سنتين أو ثلاث ولم يرو أصحابنا في مبلغ عمرها يوم تزويجها أزيد من ذلك. وفي الاستيعاب كان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا وكانت سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وعلى القول بأنها ولدت قبل النبوة بخمس سنين يكون عمرها يوم تزويجها عشرين سنة وقال أبو الفرج الأصبهاني ورواه ابن حجر في الإصابة وابن سعد في الطبقات كان لها يوم تزويجها ثماني عشرة سنة. وروى ابن سعد في الطبقات ان تزويجها بعد مقدم النبي ص المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من بدر قال وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثماني عشرة سنة اه ولعله وقع اشتباه بين تاريخ تزويجها ووفاتها لما ستعرف من أن ذلك سنها يوم وفاتها كما احتملنا وقوع الاشتباه في ولادتها بين كونها بعد النبوة بخمس سنين أو قبلها.
وكذلك اختلفت الروايات في يوم وشهر تزويجها قال ابن شهرآشوب في المناقب تزوجها علي ع أول يوم من ذي الحجة ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة قال وروي ان تزويجها كان يوم السادس اه ولعله وقع اشتباه بين يوم التزويج والبناء. وقال أبو الفرج كان تزويجها في صفر وفي رواية دخل بها لأيام خلت من شوال وفي رواية تزوجها في شهر رمضان وبنى بها في ذي الحجة وعن المفيد وابن طاوس ناسبين له إلى أكثر علمائنا ان زفافها كان ليلة إحدى وعشرين من المحرم ليلة الخميس.
بيت فاطمة كان النبي ص قد بنى لنفسه بيتا شرقي المسجد ملاصقا له سكنه مع ابنته فاطمة وبنى هناك أيضا بيوتا اسكنها أزواجه وبنى لعلي ع بيتا بجنب البيت الذي تسكنه عائشة وهو الذي دفن فيه النبي ص فلما تزوج علي بفاطمة وأدخلت عليه عرس بها في بيت استأجره كما مر ثم عاد إلى ذلك البيت وسكنته فاطمة معه حتى توفيت وفيه ولد الحسن والحسين وسائر أولاد علي من فاطمة عليهم جميعا السلام وبقيت الصخرة التي ولدت عليها الحسنين ظاهرة بعد الحاق بيتها بالمسجد يعرفها أهل البيت. وفي كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى: أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه ان بيت فاطمة في الزور الذي في القبر بينه وبين بيت النبي خوخة. والزور الموضع المزور شبه المثلث في جهة الشام قال واسند عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ان بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبي ص وكانت فيه كوة إلى بيت عائشة فكان رسول الله ص إذ قام إلى المخرج اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم وذكر كلاما وقع بينهما فلما أصبحوا سالت فاطمة النبي ص ان يسد الكوة فسدها إلى أن قال: ويشهد لذلك اي كون موضع بيت فاطمة في الزور ما أسنده يحيى عن مسلم عن ابن أبي مريم ان عرض بيت فاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة للزور


[1] عن كفاية الطالب تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ان ذكر أسماء بنت عميس في حديث تزويج فاطمة عليها السلام غير صحيح لأن أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب تزوجها بعده أبو بكر فولدت له محمدا فلما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب وإن أسماء التي حضرت في عرس فاطمة انما هي بنت يزيد ابن السكن الأنصار ولها أحاديث عن النبي " ص " وأسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بالحبشة وقدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع وكان زواج فاطمة بعد بدر بأيام يسيرة انتهى (أقول) اشتباه أسماء بنت عميس بأسماء بنت يزيد ممكن بأن يكون الراوي ذكر أسماء فتبادر إلى الأذهان بنت عميس لأنها اعرف لكن ينافي ذلك آخر الحديث وهو انها حضرت وفاة خديجة وأسماء بنت يزيد أنصارية من أهل المدينة لم تكن بمكة حتى تحضر وفاة خديجة مع أنه مر ذكر جعفر بن أبي طالب زوج أسماء الذي كان يومئذ مهاجرا بالحبشة فإذا كان وقع الاشتباه في أسماء فكيف وقع في جعفر واحتمل في كشف الغمة أن تكون التي شهدت الزفاف سلمى بنت عميس زوجة حمزه وان بعض الرواة اشتبه بأسماء لشهرتها وتبعه الباقون. ولكن هذا من رفع الأشكال في أسماء لا يرفعه في جعفر - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست