responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 267

أذرعا من الأرض وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم واستاذن حسان بن ثابت رسول الله ص أن يقول في ذلك شعرا فاذن له فانشا يقول:
- وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا - - شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا - - وقال سأعطي الراية اليوم صارما * كميا محبا للرسول مواليا - - يحب إلهي والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الأوابيا - - فأصفى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا - وفي ذلك يقول الشاعر أيضا:
- ان امرأ حمل للرتاج بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيد - - حمل الرتاج رتاج باب قموصها * والمسلمون وأهل خيبر حشد - - فرمى به ولقد تكلف رده * سبعون شخصا كلهم متشدد - - ردوه بعد تكلف ومشقة * ومقال بعضهم لبعض ارددوا - قال المفيد: وفيه أيضا قال شاعر من شعراء الشيعة على ما رواه أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور قال قرأت على أبي عثمان المازني:
- بعث النبي براية منصورة * في يوم خيبر في الدلام الادلما - - فمضى بها حتى إذا برزوا له * دون القموص ثنى وهاب واحجما - - فاتى النبي براية مردودة * إلا تخوف عارها فتذمما - - فبلى النبي له وانبه بها * ودعا امرأ حسن البصيرة مقدما - - فغدا بها في فيلق ودعا له * ان لا يصد بها وان لا يهزما - - فزوى اليهود إلى القموص وقد كسا * كبش الكتيبة ذا غرار مخذما - - وثنى بناس بعدهم فقراهم * طلس الذباب وكل نسر قشعما - - ساط الاله بحب آل محمد * وبحب من والاهم مني الدما - ولما قتل مرحب خرج أخوه ياسر وكان من مشاهر فرسان يهود وشجعانهم وهو يقول:
- قد علمت خيبر اني ياسر * شاكي السلاح بطل مغاور - فبرز إليه علي ع فقتله وقيل قتله الزبير. ولما فتح علي ع القموص حصن ابن أبي الحقيق أسر صفية بنت حيي بن اخطب واخرى معها وارسلهما إلى رسول الله ص مع بلال فمر بهما بلال على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فقال لبلال حين رأى من تلك اليهودية ما رأى: أ نزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما.
وفي السيرة الحلبية: قال بعضهم الاخبار متواترة بان عليا هو الذي قتل مرحبا وبه جزم مسلم في صحيحه وقال ابن الأثير هو الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث، وفي الاستيعاب انه الصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث اه وقال الحاكم في المستدرك ان الأخبار متواترة باسناد كثيرة ان قاتل مرحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اه فلا يلتفت إلى الخبر الشاذ الذي رواه محمد بن إسحاق من أن قاتله محمد بن مسلمة.
والعجب من الدكتور محمد حسين هيكل المصري فإنه لم يذكر في كتابه حياة محمد ص إلا الخبر الشاذ الذي وضعه أعداء علي وحاسدوه بان مرحبا قتله محمد بن مسلمة واعرض عن الخبر المتواتر بان قاتل مرحب هو علي بن أبي طالب ولم يشر إليه أصلا مع حكم الحفاظ والنقاد من مؤرخي المسلمين ومحدثيهم بصحته وتواتره كما سمعت ومع ظهور الحال في ذلك ظهورا يجعله كالشمس الضاحية ولا عجب فانا رأينا هذا الرجل في كتابه هذا يغمط عليا حقه في كل موضع ما استطاع.
وقدم على النبي ص جعفر بن أبي طالب من الحبشة يوم فتح خيبر فقبل رسول الله ص بين عينيه والتزمه وقال ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.
ولما فتحت خيبر قال الحجاج بن علاط وكان قد أسلم: يا رسول الله ان لي مالا بمكة متفرقا في تجار أهل مكة فائذن لي في الخروج لأجله ولا بد لي أن أقول ما لم يكن فاذن له قال فلقيني رجال من قريش ولم يكونوا علموا باسلامي فقالوا بلغنا أن القاطع سار إلى خيبر وهي ريف الحجاز قلت عندي من الخبر ما يسركم هزم هزيمة لم يسمع بمثلها وقتل أصحابه وأسر محمدا اسرا وقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بما أصاب منهم فصرخوا وصاحوا بذلك في مكفة فقلت أعينوني على جمع مالي بمكة فاني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فل محمد قبل ان يسبقني التجار فجمعوا لي ذلك كله، وسمع بذلك العباس فسألني فقلت احفظ عني حديثي ثلاثا فاني اخشى الطلب، قال افعل، قلت فتح ابن أخيك خيبر واحرز ما فيها وتركته عروسا على ابنة ملكهم وقد أسلمت وما جئت إلا لاخذ مالي فلما كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له وتطيب واخذ عصاه ثم خرج فطاف بالكعبة فلما رأوه قالوا يا أبا الفضل هذا والله التجلد، قال كلا والذي حلفتم به لقد افتتح محمد خيبر وتزوج ابنة ملكهم واحرز أموالهم فأصبحت له ولأصحابه قالوا من أخبرك بهذا قال الذي أخبركم بما أخبركم ولقد جاء مسلما، قالوا انفلت عدو الله ثم جاءهم الخبر بذلك.
وهذا يدل على أن قريشا كسرت شوكتهم بعد وقعة الخندق والا لم يجسر العباس على ذلك كما لم يجسر على التخلف عنهم يوم بدر.
فدك قال ابن إسحاق: فلما فرع رسول الله ص من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله ص يصالحونه على النصف من فدك فقبل منهم ذلك فكانت فدك لرسول الله ص خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
غزوة وادي القرى في جمادي الآخرة سنة سبع قال ياقوت هو واد بين الشام والمدينة بين تيماء وخيبر من أعمال المدينة كثيرة القرى كانت قديما منازل ثمود وعاد. لما فرع رسول الله ص من خيبر توجه إلى وادي القرى وأهله يهود فدعاهم إلى الاسلام فامتنعوا وقاتلوه وبرز رجل منهم فقتله الزبير وآخر فقتله علي بن أبي طالب وآخر فقتله أبو دجانة وقاتلهم المسلمون إلى السماء وقتل منهم أحد عشر رجلا ففتحها رسول الله ص عنوة فترك الأرض والنخيل في يد أهلها وعاملهم على نحو ما عال عليه أهل خيبر.
عمرة القضاء وكانت في ذي القعدة سنة سبع خرج ص في الشهر الذي صدوه فيه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست