responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 265

عير إلا اخذوها فكتبت قريش إلى رسول الله ص تسأله بالارحام الا آواهم ولا حاجة لهم بهم فآواهم رسول الله ص فقدموا عليه المدينة وهم الذين مر بهم أبو العاص بن الربيع من الشام في نفر من قريش فاسروهم واخذوا ما معهم ولم يقتلوا منهم أحدا لصهر أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله ص وخلوا سبيل أبي العاص فقدم المدينة كما ذكرناه في أواخر وقعة بدر وامنت قريش على عيرها وكان صلح الحديبية سببا لكثرة المسلمين. وهاجر إليه بعض النساء فأبى ان يردهن وذلك قوله تعالى إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار الآية.
غزوة خيبر في جمادي الأولى وقيل في المحرم سنة سبع من الهجرة وهي على ثمانية برد من المدينة مسير نحو ثمان وأربعين ساعة سميت باسم رجل من العماليق نزلها وهو أخو يثرب الذي سميت باسمه المدينة وقيل خيبر بلسان اليهود الحصن وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير. ولم يذكر المؤرخون انه كان بين النبي ص ويهود خيبر عهد وانما كان العهد بينه وبين البطون الثلاثة من اليهود المقدم ذكرهم الذين كانوا بنواحي المدينة وهم بنو قينقاع والنضير وقريظة اما يهود خيبر فالظاهر أنه غزاهم يدعوهم إلى الاسلام أو قبول الجزية أو الحرب فلما لم يسلموا ولم يقبلوا الجزية حاربهم ومع ذلك فقد ذكر ابن الأثير وغيره ان أهل خيبر كانوا مظاهرين لغطفان على رسول الله ص وان غطفان قصدت خيبر ليظاهروا اليهود ثم خافوا المسلمين على أهليهم وأولادهم فرجعوا. وكان المسلمون في هذه الغزاة ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس.
قال ابن سعد: فلما نزل بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة حتى طلعت الشمس وأصبحوا وأفئدتهم تخفق وفتحوا حصونهم وغدوا إلى أعمالهم فلما نظروا إلى رسول الله ص قالوا محمد والخميس أي الجيش وولوا هاربين إلى حصونهم وجعل رسول الله ص يقول الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ووعظ رسول الله ص الناس. قال ابن هشام فحاصرهم بضع عشرة ليلة فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم ثم القموص ثم حصن الصعب بن معاذ ثم الوطيح والسلالم وكانا آخر حصون خيبر افتتاحا، ثم قال: قال ابن إسحاق وحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله ص أبا بكر الصديق رض برايته وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يك فتح وقد جهد، ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يك فتح وقد جهد فقال رسول الله ص لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار، وفي السيرة الحلبية: في لفظ كرار غير فرار، قال وقد دفع ص لواءه لرجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا فدفعه إلى آخر من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا، قال ابن هشام: يقول سلمة: فدعا رسول الله ص عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك قال سلمة فخرج والله يهرول هرولة وانا لخلفه نتبع اثره حتى ركز رايته في رضم [1] من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت؟ قال انا علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي علوتم أو غلبتم وما انزل على موسى أو كما قال، فما رجع حتى فتح الله على يديه.
ورواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن الأكوع مثله وروى الحاكم في المستدرك [2] بسنده عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله ص أبا بكر رض إلى بعض حصون خيبر فقاتل وجهد ولم يكن فتح وبسنده عن أبي ليلى عن علي أنه قال يا أبا ليلى أ ما كنت معنا بخيبر قال بلى والله كنت معكم قال فان رسول الله ص بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه أي لم يخرجه البخاري ومسلم. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: صحيح ولم يعقبه ومن عادته ان يتعقب المستدرك إذا لم يكن الحديث صحيحا عنده، وروى الحاكم في المستدرك أيضا قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه قال: سار النبي ص إلى خيبر فلما اتاها بعث عمر رض وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا ان هزموا عمر وأصحابه فجاءوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي ص الحديث. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه اه وقال الذهبي في تلخيص المستدرك صحيح ولم يتعقبه وبسنده عن جابر ان النبي ص دفع الراية يوم خيبر إلى عمر رض فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وبسنده عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم خيبر بعث رسول الله ص رجلا فجبن إلى أن قال ثم قال رسول الله ص لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر يفتح الله على يديه فتشق لها الناس وعلي يومئذ أرمد فقال له رسول الله ص سر فقال ما أبصر موضع فتفل في عينيه وعقد له ودفع إليه الراية فقال: يا رسول الله علام أقاتلهم فقال على أن يشهدوا ان لا إله إلا الله وإني رسول الله فإذا فعلوا ذلك حقنوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل فلقيهم ففتح الله عليه. وفي أسد الغابة بسنده عن بريدة قال: لما كان يوم خيبر اخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد اخذه عمر وقيل محمد بن مسلمة فقال رسول الله ص لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه فصلى رسول الله ص صلاة الغداة ثم دعا باللواء فدعا عليا وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح قال الراوي فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي انه كان صاحب مرحب يعني عليا.
وروى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله ان عبد الله بن بريدة حدث عن بريدة الأسلمي قال لما كان حين نزل رسول الله ص بحصن أهل خيبر اعطى رسول الله ص اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله ص يجبنه أصحابه ويجبنهم فقال رسول الله ص لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان للغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا ع وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول:
- قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب - - أطعن أحيانا وحينا اضرب * إذا الليوث أقبلت تلتهب -


[1] الرضم بفتح الراء وسكون الضاد ويحرك صخور عظام يرضم بعضها فوق بعض.
[2] ج 3 ص 37.
- المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست