اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 43
الوجود الذهني
والخارجي
إنَّ للأشياء وجودين حقيقييّن : أحدهما
، الوجود الخارجي ، والآخر الوجود الذهني ، ويتمثّل الأوّل بوجود الأشياء خارج
حدود الذهن ، كأفراد الإنسان والحجر والشجر ، بينما يتمثل الثاني بعلمنا المتعلق
بصور تلك الأشياء.
ولا شك في أن انطباع صور الأشياء في
الذهن ليس على شاكلة ارتسام صور الأشياء على لوحة أو ورقة ، إذ أن الورقة لا تدرك
ما يرتسم عليها من الصور ، بخلاف ارتسامها في الذهن ، لأنه مدرك لها ، عالم بها ، محيط
بها.
والمشكلة التي أثارت الفلاسفة والعلماء
منذ أبعد الآماد ولحدّ الآن؛ هي مدى مطابقة الوجود الذهني للوجود الخارجي ، وقد
عبّروا عن المطابقة بالصواب وعن عدمها بالخطأ.
نظرية المعرفة :
ومن هنا اهتمّ الفلاسفة بالمعرفة
الإنسانية ومصدرها وقيمتها ، حيث جعلوها في طليعة المعارف الفلسفية وأهمها.
ولسنا الآن في صدد البحث عن نظرية
المعرفة بتفاصيلها وخطوطها ومسائلها ، إلا إنه يمكن وبصورة مجملة القول :
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 43