responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق    الجزء : 1  صفحة : 162

يغنيه أو يخرجه من العدم إلى حَيّز الوجود ، وعلى هذا وكما تقدم فإن الله‌ لا يصدق عليه أنه مخلوق ومعلول ومصنوع حتى نسأل عن خالقه وعلته وصانعه ، أو أن نقول بأنه خلق نفسه بنفسه». [١]

ومن الغريب جنوح البعض إلى أزلية المادة وغناها وإرجاعه كل ما تحتضنه من أنماط الوجود وصوره البديعة إلى المادة الأولى مع إنها خرساء طرشاء وفاقدة لكل معلم من معالم الفكر والإدراك ، متغافلاً عن دور قوة عظيمة وحكيمة وعقل مدبر وكبير وهو الله‌ جل اسمه ، فلماذا يسمح هؤلاء لأنفسهم إعطاء صفة الأزلية والغنى الذاتي للمادة الأولى ، ولا يسمحوا للموحدين وصف ‌الله‌ بذلك ، بل إن البعض منهم يظهر اشمئزازه وسخطه من ذلك ، مع أن ذات الله‌ القدسية أولى بتلك الأوصاف مما سواها. وعلى أكبر الظن إن من أهمّ الأسباب التي دعت هؤلاء إلى ذلك ، رغبتهم بالتحلل وعدم الالتزام؛ ولا شك أن الإيمان بوجود الله‌ يعني الإيمان بأحكامه ووعده ووعيده ، فمن أجل أن يريح وجدانه من التفكير في يوم موعود ، يعاقب فيه المسيئون أشدَّ العقاب ويجازى فيه المحسنون بأحسن الثواب ، يجحدُ وجود الله‌ ووعده ووعيده.

(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) [٢]

ويحاول إنكاره بأدلة واهية إراحة لوجدانه ، وتبريراً لفجوره وفسوقه.

(أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ) [٣].


[١]ـ أصول الدين بين السائل والمجيب ، ص ٢٧ ـ ٢٨ ، ط أولى ، المؤسسة الإسلامية العامة للتبليغ ، المؤلف.

[٢]ـ سورة النمل ، الآية ١٤.

[٣]ـ سورة القيامة ، الآية ٣ ـ ٥.

اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست