قيمتها الحقيقية !
لقد بدأت هذه الثورة بفتوىٰ قصيرة من الميرزا حسن الشيرازي ، وكان اصدار
تلك الفتوى بتأثير رسالة السيد جمال الدين التي بعث بها الىٰ المرجع
الشيرازي وحذره فيها من ان القضية ليست مجرد تنباك ، فهؤلاء
اي البريطانيين ـ لا يريدون تنباكنا فقط ، بل يريدون عزتنا واستقلالنا
ووجودنا واصالتنا ! لقد شيّدوا في طهران بناية للشركة ، انظروا اليها !
فلماذا هذا الحصار الكبير والحيطان التي يبلغ ارتفاعها عدة امتار ؟
فالتنباك لا يحتاج الىٰ مثل
هذه القلاع ، والحقيقة ان هذه قواعد سياسية وعسكرية وليست مجرد شركات.
لقد احسّ الميرزا الشيرازي بالمسؤولية ،
فأعلن فتواه ... انظروا كيف ان الدين والدينا لا يقبلان الفصل في الاسلام !
وانه لا يمكن اساساً التفريق بينها ، وكيف ان الاستعمار نجح في القاء تلك
الاكذوبة في افواهنا ، وكيف قام بعض المثقفين بترديدها دون وعي ، يتصورون
انهم يقومون بدور المثقفين الاوروبيين مقابل الكنيسة ، غافلين من هذا
القياس مع الفارق.
أمّا فتوىٰ الشيرازي الكبير ، فهذا
نصّها :
« من الآن استعمال التنباك بأي نحو كان في حكم
محاربة امام الزمان عج » !
الامير كامران ميرزا ولي العهد ووزير
الحرب ( الدفاع ) يقول لاحد غلمانه : جئني بالنارجيلة ! .. لكن الغلام لا
يطيع ! فيطلب ذلك من زوجته ، إلّا انها هي الاخرىٰ تمتنع ! لقد حطم حرم
الملك في يوم واحد جميع ادوات استعمال التنباك ، علىٰ اساس فتوىٰ المرجع
الشيرازي ! ألم تكن
المقاومة السلبية التي قام بها غاندي بعد ذلك بتأثير وايحاء من هذه الحركة ؟
لقد كانت حركة الميرزا الشيرازي ضد الاستعمار الاقتصادي الذي دخل ايران
بواسطة