responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلتي من الظلمات إلى النّور المؤلف : هاشمي نجاد، السيد عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 437

وفي تلك الظروف الحساسة ، قام المرجع آية الله الشيرازي الكبير ، باصدار فتواه التاريخية ، بعد ان أحسّ بالخطر المحدق وادرك مسؤوليته الجسمية في درء الخطر ، فحرّم استعمال التنباك ، لقد استطاع الشيرازي الكبير ان يقلب المعادلة سطر واحد ، فلم يعد استعمال التنباك محضوراً في المدن الايرانية جميعها ، بل وصل الامر الىٰ بيت الملك نفسه الىٰ نسائه وخدمه ، وكانوا يقولون له بصراحة ان استعمال التنباك حرام.

لقد كانت الحركة التي قام بها المرجع الشيرازي مباغتة للملك ناصر الدين شاه ، واسياده البريطانيين إلى الحدّ الذي اذهلتهم ، فحاولوا بشتىٰ الطرق مواجهتها ، فتارة بالتطميع وتارة بالتهديد ، ولقد طلب الشاه مراراً من المرحوم آية الله الاشتياني قائد الحركة في طهران ان يستعمل ( النارجيلة ) لكي ينقض عملياً فتوىٰ المرجع الشيرازي ، لكنه لم يستسلم امام تهديد وتطميع الشاه ! وقال : « لن استعمل التنباك إلّا ان يفتي الميرزا الشيرازي بذلك » ، فاظطر ناصر الدين شاه في النهاية الىٰ الغاء ذلك العقد ، وعاد للناس مرّة ثانية الحق في زرع وبيع وشراء التنباك ، وقد دفعت الدولة مبلغ نصف ميلون جنيه استرليني من اموال الشعب المسكين ، كغرامة مالية لشركة طالبوت [١].

وحول فتوىٰ تحريم التنباك ، يقول احد الكتاب المشهورين :

في القرن التاسع عشر ، كانت البلاد الاسلامية تعيش حالة ثورة عامة وغير منظمة ضد الاستعمار والتسلط الغربي ، وكانت هذه الثورات جماهيرية وبقيادة العلماء المسلمين ، ففي ايران قامت ثورة التنباك التي لا زلنا لا نعرف


[١] ثورة ايران ، تأليف ادوارد براون.

اسم الکتاب : رحلتي من الظلمات إلى النّور المؤلف : هاشمي نجاد، السيد عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست