وفي تلك الظروف الحساسة ، قام المرجع
آية الله الشيرازي الكبير ، باصدار فتواه التاريخية ، بعد ان أحسّ بالخطر
المحدق وادرك مسؤوليته الجسمية في درء الخطر ، فحرّم استعمال التنباك ، لقد
استطاع الشيرازي الكبير ان يقلب المعادلة سطر واحد ، فلم يعد استعمال
التنباك محضوراً في المدن الايرانية جميعها ، بل وصل الامر الىٰ بيت الملك
نفسه الىٰ نسائه
وخدمه ، وكانوا يقولون له بصراحة ان استعمال التنباك حرام.
لقد كانت الحركة التي قام بها المرجع
الشيرازي مباغتة للملك ناصر الدين شاه ، واسياده البريطانيين إلى الحدّ
الذي اذهلتهم ، فحاولوا بشتىٰ
الطرق مواجهتها ، فتارة بالتطميع وتارة بالتهديد ، ولقد طلب الشاه مراراً
من المرحوم آية الله الاشتياني قائد الحركة في طهران ان يستعمل ( النارجيلة
) لكي ينقض عملياً فتوىٰ المرجع الشيرازي ، لكنه لم يستسلم امام تهديد
وتطميع الشاه ! وقال : « لن استعمل التنباك إلّا ان يفتي الميرزا الشيرازي
بذلك » ، فاظطر ناصر الدين شاه في النهاية الىٰ الغاء ذلك العقد ، وعاد
للناس مرّة ثانية الحق في
زرع وبيع وشراء التنباك ، وقد دفعت الدولة مبلغ نصف ميلون جنيه استرليني من
اموال الشعب المسكين ، كغرامة مالية لشركة طالبوت [١].
وحول فتوىٰ تحريم التنباك ، يقول
احد الكتاب المشهورين :
في القرن التاسع عشر ، كانت البلاد
الاسلامية تعيش حالة ثورة عامة وغير منظمة ضد الاستعمار والتسلط الغربي ،
وكانت هذه الثورات جماهيرية وبقيادة العلماء المسلمين ، ففي ايران قامت
ثورة التنباك التي لا زلنا لا نعرف