وثورات القرن الاخير
، ولابدّ ان تعلموا انه انه لا يوجد في الاسلام جهاز روحاني موحّد كما هو
الحال في المسيحية ، حتىٰ يمكن الحكم عليه بشكل عام ، بل العلماء في
الاسلام ، هم نخبة طبيعية من الجماهير والمجتمع ، ولكل واحد منهم شخصيته
المستقلة ، لذا لا يوجد في الاسلام طبقة موحّدة ومنظّمة باسم « الروحانية »
، فالحديث عنها والحكم عليها ، لا يكون إلّا بسبب الجهل بها.
وعلىٰ الرغم من وجود اشخاص
منحطّين ، وحتىٰ عملاء للسلطة بينهم ، إلّا انه ليس من المنطق مقارنتهم بتشكيلات الروحانية المسيحية الوسطىٰ » [١].
نعم ، هناك حقيقة قائمة وهي ان العلماء
تيار استمر علىٰ مدىٰ تاريخ الاسلام وسيبقىٰ مستمراً ، وان الذي يريد
مهاجمته بشكل عام دون تمييز ، يكون قد انحرف وزلّ عن الطريق القويم ، كما
ان المدافعين عنهم دون قيد او شرط مخطئون أيضاً ، مع ان القرآن والروايات
امتدحت العلماء والروحانيين وحظوا بتفضيل من قبل الله عزّ وجلّ.
لكن تبقىٰ هذه الحقيقة في الاسلام
، وهو ان قيمة العالم ومكانته تكون في تحمله لمسؤولياته الجسمية والوفاء
بعهده والتزاماته امام الله عزّ وجل ، فلو انحرف عن هذا الطريق سيكون من
اسوء الناس ، كما يقول امير المؤمنين الامام علي عليهالسلام
:
« العلماء اُمناء الله علىٰ حلاله وحرامه
مالم يأتوا أبواب السلاطين ».