فقط التخلي عن مستعمراتهم
، بل حصر انفسهم بقلعة حصينة في مركز العالم بين الشمال والجنوب ».
وجراء كثرة التقارير المرفوعة ، رأت
الحكومة البريطانية ان افساح المجال امام هذه الجمعية للعمل سنوات اُخرى ،
مع هذا البرنامج الذي تمتلكه الجمعية ، سيجعل من الصعب على أية قوة الوقوف
امام قدراتها الخارقة ، لذلك ابرقت إلى الحكومة في مصر امراً بسرعة حلّ
الجمعية وتشتيت شمل افرادها ومعاقبتهم بأشد العقوبات ، وكانت النتيجة نفي
السيد جمال الدين من مصر بعد ان اعلنت الاحكام العرفية هناك ، وحكم على
الشيخ محمد عبده بثلاث سنوات سجن.
أمّا سائر أعضاء الجمعية فتعرضوا
لضغوطات وأحكام مشابهة بشكل يندى له جبين الانسانية ، وبهذا الشكل أفل
النجم الذي سطع لشهر واحد في سماء المسلمين ، وعادت بريطانيا إلى نهب خيرات
المسلمين وامتصاص دماءهم دون ان يزعجها احد أو يقض مضجعها.
اصدقائي الاعزاء !
والآن الحكم لكم ، فلو كان اربعون
مسلماً ومن خلال تمسكهم بتعاليم الاسلام المقدّسة أن يتحولوا إلى قوة بهذا
الحجم ترعب الأعداء ، فكيف لو تمسك ستمائة مليون مسلم في عصرنا الحاضر
باسلامهم وأحكام دينهم ، ألا يستطيعون اعادة مجدهم وعظمتهم السالفة وينشروا
حكومتهم على جميع العالم ؟