الدكتور : ايها الشيخ ! صحيح أن هؤلاء
الأوروبيين الذين يفتخرون علينا اليوم إلى هذا الحدّ كانوا تلامذتنا بالامس
؟! كانوا يستجدوننا العلم للحد الذي اصبحوا يختالون بما كسبوه من علومنا ،
ويمتصون دماءنا بهذا الشكل ، نهاية في الوقاحة وعدم الوفاء ؟ ولست أعجب من
ذلك ، بل أعجب للسبيل الذي جاء به المسلمون من خلاله كل هذا المجد والعظمة
؟
الشيخ : مجد المسلمين وعظمتهم بالامس
كانت في تمسكهم بدينهم واحكام الاسلام ، وهذا الأمر لا يدعوا إلى العجب ،
لأن الباري عزّ وجلّ وعد عباده بذلك في القرآن فقال جلّ شأنه :
سعادة الدكتور ! أن سبب تقدّم المسلمين
وتعاليهم هو ما ذكرناه من تمسكهم بالاسلام ، لانه وكما اشرنا في مباحث
سابقة ، ليس الاسلام كالمسيحية ، دين رهبانية وعزلة ، أو مجموعة من النصائح
الاخلاقية فقط ، فالاسلام دين يدعو ويُرغّب إلى طلب العلم ، ومن الناحية
القانونية يمتلك مجموعة متكاملة في جميع شؤون الحياة المادية منها
والمعنوية.
اذن ، فأتباع مثل هذا الدين الطبيعي أن
تكون نتيجته التكامل على جميع الأصعدة. ولبيان العوامل والاسباب التي ادت إلى تقدم المسلمين وتكاملهم