responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلتي من الظلمات إلى النّور المؤلف : هاشمي نجاد، السيد عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 102

العرب لحبها اياه ، خديجة تلك الوفية التي وقفت الىٰ جانبه ونصرته في جميع المواقف والابتلاءات ، فكم من ايام الصيف الحارّة التي كان الرسول يأوي فيها الىٰ الصحراء أو الىٰ جبال مكة من شدة الجراحات التي كانت تصيبه من جراء الرمي بالحجارة ، فكانت خديجة عليها‌السلام تحمل كوزاً من الماء وتبحث عنه بين الاحجار أو كثبان الرمل وهي تناديه بصوتها الحنون « حبيبي محمد » ثم تأتي به بكل عطف الىٰ البيت.

والآن ، يرىٰ رسول الله قلادة خديجة تلك امامه ، اذن من حق الرسول ان يتأثر ويذرف الدمع ، فهذا التأثر وذلك الدمع يعبر عن وفاءه ، صحيح انها رحلت إلّا انَّ حبّها لا يزال ثابت في قلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد رحلت خديجة الّا انَّ خدماتها للاسلام ورسوله لا زالت باقية في التاريخ.

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معلم الاخلاق

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثالاً واُسوة في الاخلاق في حياته بين اولئك الناس الخشنين والبعيدين عن أي خلق اجتماعي. فلم يشتم احد علىٰ مدىٰ عمره ، ولم يأذي احداً بكلمة جارحة ، فكان مجلسه علىٰ شكل دائرة كي لا يمتاز احد عن الآخرين ، ولا يجعل للمجلس صدر وذيل ، حتىٰ ركبتيه كانتا عندما يجلس بمستوىٰ ركب الآخرين ، أو في بعض الاحيان متأخرة عنهم بعض الشيء ! ولم يكن يرتب هيئته أو محاسنه أو ملابسه في حضور الآخرين.

ولم يكن يمدّ رجليه في مجلس ، ولم يكن يأكل بشكل يؤدي الىٰ تنفر

اسم الکتاب : رحلتي من الظلمات إلى النّور المؤلف : هاشمي نجاد، السيد عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست