responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 74

ذوات العدد ، وينهى أصحابه عن الوصال ، ويقول : « لست كهيئتكم ، إني أظل يطعمني ربى ويسقيني ». ومعلوم أن هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذي يأكله الانسان بفهمه. وإلا : لم يكن مواصلا ، ولم يتحقق الفرق ، بل لم يكن صائما. فإنه قال : « أظل يطعمني ربى ويسقيني ». وأيضا : فإنه فرق بينه وبينهم في نفس الوصال ، وأنه يقدر منه على مالا يقدرون عليه. فلو كان يأكل ويشرب بفهمه ، لم يقل : « لست كهيئتكم ». وإنما فهم هذا من الحديث ، من قل نصيبه من غذاء الأرواح والقلوب ، وتأثيره في القوة وإنعاشها واغتذائها به ، فوق تأثير الغذاء الجسماني. والله الموفق.

فصل في هديه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في علاج العذرة

وفى العلاج بالسعوط

ثبت في الصحيحين أنه قال : « خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري [١]. ولا تعذبوا صبياتكم بالغمز من العذرة » [٢].

وفى السنن والمسند عنه ـ من حديث جابر بن عبد الله ـ قال : « دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على عائشة : وعندها صبي تسيل منخراه دما ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : به العذرة ، أو وجع في رأسه. فقال : ويلكن ، لا تقتلن أولادكن ، أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه : فلتأخذ قسطا هنديا ، فلتحكه بماء ثم تسعطه إياه. فأمرت عائشة رضي الله عنها ، فصنع ذلك بالصبى فبرأ » [٣].

قال أبو عبيد : « عن أبي عبيدة ، العذرة : تهيج في الحلق من الدم ، فإذا عولج


[١] القسط البحري هو على نوعين : الهندي والصبني. وهو من الأدوية القديمة والتي لا تزال تستعمل في الهند : في حالات الصداع ، والزكام ، وبعض حالات الربو ـ بطريقة السعوط. اه‌ ق.

[٢] وأخرجه أيضا : النسائي ، والشافعي في السنن ، وأحمد والبزار ، والطبراني في الأوسط ـ عن أنس. اه‌ ق.

[٣] أخرجه. أحمد ، والحاكم ، وأبو يعلى ، والبزار. ورجالهم رجال الصحيح. فإذا ضم إليه وإلى حديث أنس قبله ، حديث أم محصن ـ الذي أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود والنسائي ، وأحمد وابن حبان ـ : تأكد أن مداواة هذا المرض بالقسط الهندي ، أمر صحيح ثابت.!! اه‌ ق

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست