اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 69
وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة ، وغيرها
: من أوجاع الرأس.
( فصل )
وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه. فمنه : ما علاجه بالاستفراغ. ومنه : ما
علاجه بتناول الغذاء. ومنه : ما علاجه بالسكون والدعة. ومنه : ما علاجه بالضمادات.
ومنه : ما علاجه بالتبريد. ومنه : ما علاجه بالتسخين. ومنه : ما علاجه بأن يجتنب
سماع الأصوات والحركات.
إذا عرف هذا : فعلاج الصداع ـ في هذا
الحديث ـ بالحناء ، هو جزئي ، لا كلي. وهو علاج نوع من أنواعه. فإن الصداع : إذا
كان من حرارة ملتهبة ، ولم يكن من مادة يجب استفراغها ـ : نفع فيه الحناء نفعا
ظاهرا. وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل : سكن الصداع. وفيه قوة موافقة للعصب : إذا
ضمد به سكن أوجاعه. وهذا لا يختص بوجع الرأس ، بل يعم الأعضاء. وفيه قبض تشد به
الأعضاء. وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب ، سكنه.
وقد روى البخاري في تاريخه ، وأبو داود
في السنن : « أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه ، إلا قال : احتجم. ولا شكا إليه وجعا في رجليه ، إلا
قال له : اختضب بالحناء ».
وفى الترمذي : عن سلمى أم رافع ، خادمة
النبي صلىاللهعليهوسلم
، قالت : « كان لا يصيب النبي صلىاللهعليهوسلم
، قرحة ولا شوكة ، إلا وضع عليها الحناء » [١].
( فصل )
والحناء بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وقوة شجر الحناء وأغصانها ، مركبة من
قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ، ومن قوة قابضة اكتسبتها من
جوهر فيها أرضى بارد.
[١] الحديثان عن
سلمى أم رافع. والمعنى واحد ، وهو : مداواة كل وجع في الرجلين بالحناء. أخرجه! أبو
داود ، والترمذي ، وابن ماجة ، وأحمد ، والحاكم ، والبخاري في التاريخ بأسانيد
كلها ضعاف. ونقل شارح الترمذي عن ابن العربي!! تضعيف كل ما ورد في الحناء ، ورده.
وقال الفيروز بادي (في سفر السعادة) : باب فضائل الحناء لم يثبت فيه شئ. وكفى
بحكمهما فيصلا!! اه ق
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 69