اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 68
امتلاء المعدة من
الطعام. ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا ، فيصدع الرأس ويثقله. ( والتاسع ) : يعرض بعد
الجماع : لتخلل الجسم ، فيصل إليه من حر الهواء ، أكثر من قدره. ( والعاشر ) : صداع
يحصل بعد القئ والاستفراغ : إما لغلبة اليبس ، وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه.
( والحادي عشر ) : صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء. ( والثاني عشر ) : ما
يعرض من شدة البرد ، وتكاثف الأبخرة في الرأس ، وعدم تحللها. ( والثالث عشر ) : ما
يحدث من السهر ، وحبس النوم. ( والرابع عشر ) : ما يحدث من ضغط الرأس ، وحمل الشئ
الثقيل عليه. ( والخامس عشر ) : ما يحدث من كثرة الكلام ، فتضعف قوة الدماغ لأجله.
( والسادس عشر ) : ما يحدث من كثرة الحركة ، والرياضة المفرطة [١]. ( والسابع عشر ) : ما يحدث من الاعراض
النفسانية : كالهموم والغموم ، والأحزان والوسواس ، والأفكار الرديئة. ( والثامن
عشر ) : ما يحدث من شدة الجوع ، فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه ، فتكثر وتتصاعد
إلى الدماغ فتؤلمه. ( والتاسع عشر ) : ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ، ويجد صاحبه
كأنه يضرب بالمطارق على رأسه. ( والعشرون ) : ما يحدث بسبب الحمى ، لاشتعال
حرارتها فيه ، فيتألم. والله أعلم.
( فصل )
وسبب صداع الشقيقة : مادة في شرايين الرأس وحدها ، حاصلة فيها ، أو مرتقية إليها ،
فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه. وتلك المادة : إما بخارية ، وإما أخلاط حارة أو
باردة. وعلامتها الخاصة بها : ضربان الشرايين وخاصة في الدموي. وإذا ضبطت بالعصائب
، ومنعت الضربان : سكن الوجع.
وقد ذكر أبو نعيم ـ في كتاب الطب النبوي
له ـ : أن هذا النوع كان يصيب النبي صلىاللهعليهوسلم
، فيمكث اليوم واليومين ، ولا يخرج. وفيه : عن ابن عباس ، قال : « خطبنا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم
: وقد عصب رأسه بعصابة ».
وفى الصحيح : « أنه قال في مرض موته : وا
رأساه [٢]. وكان يعصب
رأسه في مرضه ».
[١] كذا بالزاد ( ص
٩١ ). وفى الأصل : « المفردة ». وهو تصحيف.
[٢] وأخرجه أيضا :
النسائي ، وابن ماجة ، وأحمد. اه ق.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 68