اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 44
وفى سنن ابن ماجة ، عن علي : « نزل
جبريل على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ بحجامة الأخدعين والكاهل » [١].
وفى سنن أبي داود ـ من حديث جابر ـ : «
أن النبي صلىاللهعليهوسلم
، احتجم في وركه من ونى كان به » [٢].
( فصل )
واختلف الأطباء في الحجامة على نقرة القفا ، وهى : القمحدوة.
وذكر أبو نعيم ـ في كتاب الطب النبوي ـ حديثا
مرفوعا : « عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ، فإنها تشفى من خمسة أدواء » ذكر
منها الجذام. وفى حديث آخر : « عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ، فإنها شفاء من
اثنين وسبعين داء ».
فطائفة منهم استحسنته ، وقالت : إنها
تنفع في جحوظ [٣]
العين والنتوء العارض فيها ، وكثير من أمراضها ، ومن ثقل الحاجبين والجفن ، وتنفع
من جربه.
وروى : أن أحمد بن حنبل احتاج إليها ، فاحتجم
في جانبي قفاه ، ولم يحتجم في النقرة.
وممن كرهها صاحب القانون ، وقال : «
إنها تورث النسيان حقا ، كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا محمد صلىاللهعليهوسلم. فإن مؤخر الدماغ
موضع الحفظ ، والحجامة تذهبه » انتهى كلامه.
ورد عليه آخرون ، وقالوا : الحديث لا
يثبت ، وإن ثبت : فالحجامة إنما تضعف مؤخر الدماغ ، إذا استعملت بغير ضرورة. فأما
إذا استعملت لغلبة الدم عليها : فإنها نافعة له طبا وشرعا ، فقد ثبت عن النبي صلىاللهعليهوسلم : أنه احتجم في عدة
أماكن من قفاه ، بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك ، واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت
إليه حاجته.
( فصل )
والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم ، إذا استعملت في وقتها ،
وتنقى الرأس والكفين.
[١] في سند هذا
الحديث : أصبغ بن نباتة ، وهو ضعيف. اه ق.
[٢] وأخرجه أيضا :
النسائي ، وابن ماجة. و « الونى » هو : التعب. اه ق.
[٣] في الأصل : « في
جحظ ». وفى الزاد (ص ٨١) : « من جحظ ». والظاهر أنه محرف عن « جحوظ ». انظر :
النهاية (١ / ١٤٥) ، والمختار.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 44