اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 308
وبعد : فالاغتسال به نافع من آفات عديدة
في ظاهر الجلد ، وشربه مضر بداخله وخارجه : فإنه يطلق البطن ويهزل ، ويحدث حكة
وجربا ، ونفخا وعطشا.
ومن اضطر إلى شربه ، فله طرق من العلاج
يدفع به مضرته. (منها) : أن يجعل في قدر ، ويجعل فوق القدر قصبات وعليها صوف جديد
منفوش ، ويوقد تحت القدر حتى يرتفع بخارها إلى الصوف. فإذا كثر : عصره ، ولا يزال
يفعل ذلك حتى يجتمع له ما يريد [١]
فيحصل في الصوف من البخار ما عذب ، ويبقى في القدر الزعاق.
( ومنها ) : أن يحفر على شاطئه حفرة
واسعة يرشح ماؤه إليها ، ثم إلى جانبها قريبا منها أخرى ترشح هي إليها ، ثم ثالثة
إلى أن يعذب الماء.
وإذا ألجأته الضرورة إلى شرب الماء
الكدر ، فعلاجه : أن يلقى فيه نوى المشمش ، أو قطعة من خشب الساج ، أو جمرا ملتهبا
يطفأ فيه ، أو طينا أرمنيا ، أو سويق حنطة. فإن كدرته ترسب إلى أسفل.
٢ ـ ( مسك ).
ثبت في صحيح مسلم ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : « أطيب
الطيب : المسك ».
وفى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها :
« كنت أطيب النبي صلىاللهعليهوسلم
ـ قبل أن يحرم ، ويوم النحر ، وقبل [٢]
أن يطوف بالبيت ـ بطيب فيه مسك ».
المسك : ملك أنواع الطيب وأشرفها
وأطيبها ، وهو الذي يضرب به الأمثال ، ويشبه به غيره ، ولا يشبه بغيره. وهو كثبان
الجنة.
وهو حار يابس في الثانية : يسر النفس
ويقويها ، ويقوى الأعضاء الباطنة جميعها : شربا وشما ، والظاهرة : إذا وضع عليها.
نافع للمشايخ والمبرودين (المرطوبين) لا سيما زمن الشتاء ، جيد للغشى والخفقان
وضعف القوة : بإنعاشه للحرارة الغريزية. ويجلوا بياض العين