اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 302
فخذ منه شربة على
الريق : فإنه جيد للنسيان ».
ولهذا سبب طبيعي ظاهر : فإن النسيان إذا
كان لسوء مزاج بارد رطب ـ يغلب على الدماغ ، فلا يحفظ ما ينطبع فيه ـ : نفع منه
اللبان. وأما إذا كان النسيان لغلبة [١]
شئ عارض : أمكن زواله سريعا بالمرطبات. والفرق بينهما : أن اليبوسي يتبعه سهر وحفظ
للأمور الماضية دون الحالية ، والرطوبي بالعكس.
وقد يحدث النسيان أشياء بالخاصية : كحجامة
نقرة القفا ، وإدمان أكل الكسبرة [٢]
الرطبة والتفاح الحامض ، وكثرة الهم والغم ، والنظر في الماء الواقف والبول فيه ، والنظر
إلى المصلوب : والاكثار من قراءة ألواح القبور ، والمشي بين جملين مقطورين ، وإلقاء
القمل في الحياض [٣]
، وأكل سؤر الفأر. وأكثر هذا معروف بالتجربة.
والمقصود : أن اللبان مسخن في الدرجة
الثانية ، ومجفف في الأولى. وفيه قبض يسير. وهو كثير المنافع ، قليل المضار. فمن
منافعه : أنه ينفع من قذف الدم ونزفه ، ووجع المعدة واستطلاق البطن ، ويهضم الطعام
، ويطرد الرياح ، ويجلو قروح العين ، وينبت اللحم في سائر القروح ، ويقوى المعدة
الضعيفة ويسخنها ، ويجفف البلغم ، وينشف رطوبات [٤] الصدر ، ويجلو ظلمة البصر ، ويمنع
القروح الخبيثة من الانتشار.
وإذا مضغ وحده أو مع الصعتر الفارسي : جلب
البلغم ، ونفع من اعتقال اللسان ، ويزيد في الذهن ويذكيه. وإن بخر به : نفع من
الوباء ، وطيب رائحة الهواء.
حرف الميم
١ ـ ( ماء )
: مادة الحياة ، وسيد الشراب ، وأحد أركان العالم ، بل ركنه