اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 295
مع دهن القسط ـ لوجع
الضرس [١] ، والريح
الغليظة المرخية للكلي. وشحمه جيد للكلف طلاء. بالجملة : فلحوم الوحش كلها تولد
دما غليظا سوداويا. وأحمده : الغزال ، وبعده الأرنب.
( لحوم الأجنة )
غير محمودة : لاحتقان الدم فيها. وليست بحرام لقوله صلىاللهعليهوسلم
: « ذكاة الجنين : ذكاة أمه ».
ومنع أهل العراق من أكله ، إلا أن يدركه
حيا فيذكيه. وأولوا الحديث على أن المراد به : أن ذكاته كذكاة أمه. قالوا : فهو
حجة على التحريم.
وهذا فاسد : فإن أول الحديث : « أنهم
سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، فقالوا : يا رسول الله ، نذبح الشاة فنجد في بطنها جنينا ، أفنأكله؟ فقال : كلوه
إن شئتم ، فإن ذكاته ذكاة أمه ».
( وأيضا ) : فالقياس يقتضى حله ، فإنه
ما دام حملا ، فهو جزء من أجزاء الام : فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها. وهذا هو الذي
أشار إليه صاحب الشرع ، بقوله : « ذكاته ذكاة أمه » ، كما يكون ذكاتها ذكاة سائر
أجزائها. فلو لم تأت السنة الصريحة بأكله. لكان القياس الصحيح يقتضى حله. وبالله
التوفيق [٢].
( لحم القديد ). في السنن ـ من حديث
بلال رضي الله عنه ـ قال : « ذبحت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم
شاة : ونحن مسافرون ، فقال : أصلح لحمها. فلم أزال أطعمه منه إلى المدينة ».