اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 29
وفى الصحيحين أيضا : عن حفصة بنت سيرين
، قالت : قال أنس بن مالك : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: « الطاعون شهادة لكل مسلم [١]
».
الطاعون من حيث اللغة : نوع من الوباء.
قاله صاحب الصحاح. وهو عند أهل الطب : ورم ردئ قتال ، يخرج معه تلهب شديد مؤلم جدا
، يتجاوز المقدار في ذلك ، ويصير ما حوله في الأكثر أسود أو أخضر أو أكمد ، ويؤول
أمره إلى التقرح سريعا. وفى الأكثر يحدث في ثلاث مواضع : في الإبط. وخلف الاذن
والأرنبة ، وفى اللحوم الرخوة [٢].
وفى أثر عن عائشة : « أنها قالت للنبي صلىاللهعليهوسلم : الطعن قد عرفناه
، فما الطاعون؟ قال : غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط [٣] ».
قال الأطباء : إذا وقع الخراج في اللحوم
الرخوة والمغابن ، وخلف الاذن والأرنبة ، وكان من جنس فاسد سمى ـ يسمى : طاعونا.
وسببه : دم ردئ مائل إلى العفونة والفساد ، مستحيل إلى جوهر سمى : يفسد العضو ، ويغير
ما يليه ، وربما رشح دما وصديدا ، ويؤدى [٤]
إلى القلب كيفية رديئة : فيحدث القئ والخفقان والغشى. وهذا الاسم ـ وإن كان يعم كل
ورم يؤدى إلى القلب كيفية رديئة ، حتى يصير لذلك قتالا ـ فإنه يختص به الحادث في
اللحم الغددي [٥]
: لأنه لرداءته لا يقبله من الأعضاء ، إلا ما كان أضعف بالطبع. وأردؤه : ما حدث في
الإبط وخلف الاذن ، لقربهما من الأعضاء التي هي أرأس. وأسلمه : الأحمر ، ثم الأصفر.
والذي إلى السواد : فلا يفلت منه أحد.
والمعاونين لهم.
وبذلك يمنع المرض من الانتشار خارج هذه القرية ، ويحصر المرضى في مكان واحد يسهل
فيه مراقبتهم وعلاجهم. اه د.
وأخرج الشيخان الحديث أيضا :
عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه وأسامة. والحديث أخرجه أيضا : مالك والنسائي وأحمد
ومحمد (بن الحسن) في موطئه. اه ق
[٢] مرض الطاعون تجئ
عدواه من البراغيث المحملة بالميكروب من الفيران. وغالبا ما يلدغ البرغوث الساق ،
ثم الذراع ، ثم الوجه. وهذا يفسر وجود الطاعون الدملي في الأوردة أو تحت الإبط ،
أو الرقبة كما ذكر. اه د.
[٣] أخرجه : أحمد ،
والطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في فوائد أبى بكر بن خلاد ، وابن خزيمة بسند حسن.
اه ق.
[٤] كذا بالزاد (ص
٧٥). وفى الأصل : « ويؤوى » ، وهو تصحيف.