اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 287
٥ ـ ( كرم )
: شجرة العنب ، وهى الحبلة. ويكره تسميتها كرما ، لما روى مسلم في صحيحه ، عن
النبي صلىاللهعليهوسلم
، أنه قال : « لا يقولن أحدكم للعنب الكرم ، الكرم : الرجل المسلم » ، وفى رواية :
« إنما الكرم : قلب المؤمن « وفى أخرى. لا تقولوا الكرم ، وقولوا : العنب والحبلة ».
وفى هذا معنيان : ( أحدهما ) : أن العرب
كانت تسمى شجرة العنب الكرم : لكثرة منافعها وخيرها. فكره النبي صلىاللهعليهوسلم تسميتها باسم يهيج
النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها : من المسكر ، وهو أم الخبائث. فكره أن يسمى
أصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير.
( والثاني ) أنه من باب قوله : « ليس
الشديد بالصرعة ، وليس المسكين بالطواف » ، أي : أنكم تسمون شجرة العنب كرما لكثرة
منافعه ، وقلب المؤمن أو الرجل المسلم أولى بهذا الاسم منه : فإن المؤمن خير كله
ونفع. فهو من باب التنبيه والتعريف لما في قلب المؤمن : من الخير والجود ، والايمان
والنور ، والهدى والتقوى ، والصفات التي يستحق بها هذا الاسم أكثر من استحقاق
الحبلة له.
وبعد : فقوة الحبلة باردة يابسة ، وورقها
وعلائقها وعروشها [١]
مبرود [ ة ] في آخر الدرجة الأولى. وإذا دقت وضمد بها من الصداع : سكنته ، ومن
الأورام الحارة ، والتهاب المعدة.
وعصارة قضبانه إذا شربت : سكنت القئ ، وعقلت
البطن. وكذلك : إذا مضغت قلوبها الرطبة. وعصارة ورقها تنفع من قروح الأمعاء ، ونفث
الدم وقيئه ، ووجع المعدة. ودمعة [٢]
شجره ـ الذي يحمل على القضبان ـ كالصمغ : إذا شربت أخرجت الحصاة وإذا لطخ بها : أبرأت
القوب [٣] والجرب
المتقرح وغيره. وينبغي غسل العضو ـ قبل
[١] جمع عرش. وهو ـ
كالعريش ـ : ما يعمل مرتفعا يمتد عليه الكرم. وجمع الثاني : عرائش ، وعرش ( بضمتين
). انظر المختار والمصباح وبالأصل والزاد ١٨٤. وعرموشها. وهو محرف عما ذكرنا ،
وجوزق أن يكون محرفا عن العرهوم : العرجون. ولفظ الاحكام ٢ / ٨٦ : وعساليجه.
والزيادة عنها.
[٢] كذا بالأحكام.
وفى الأصل والزاد : ودمع. وهو تحريف
[٣] جمع قوباء ، كما
في المختار. وبالأصل والزاد : قوبى. وبالاحكام : القوابى. وكل تحريف. انظر هامش ما
تقدم : ( ص ٢٥٢ ).
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 287