اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 277
وذكر الإمام أحمد ـ عن عائشة رضي الله
عنها ، وغيرها ـ : أنهم سهلوا في ذلك. قال حرب : « ولم يشدد فيه أحمد بن حنبل ».
قال أحمد : « وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدا ». وقال أحمد ـ وقد سئل ( عن )
[١] التمائم
تعلق بعد نزول البلاء؟ قال : « أرجو أن لا يكون به بأس ». قال الخلال : وحدثنا عبد
الله بن أحمد ، قال : « رأيت أبى يكتب التعويذ للذي يفزع ، وللحمى بعد وقوع البلاء
».
( كتاب لعسر الولادة ).
قال الخلال : حدثني عبد الله بن أحمد ، قال : رأيت أبى يكتب للمرأة إذا عسر عليها
ولادتها ـ في جام أبيض ، أو شئ نظيف ـ يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما [٢] : « لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان
الله رب العرش العظيم ، (الحمد لله
رب العالمين) ، (كأنهم يوم يرونها لم
يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)
، (كأنهم يوم يرون ما يوعدون ، لم يلبثوا إلا ساعة
من نهار ، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) ».
قال الخلال : أنبأنا أبو بكر المروزي :
« أن أبا عبد الله جاءه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله ، تكتب لامرأة قد [٣] عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال : قل
له يجئ بجام واسع وزعفران. ورأيته يكتب لغير واحد ». ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس ،
قال : « مر عيسى ـ صلى الله على نبينا وعليه وسلم ـ على بقرة : وقد [٤] اعترض ولدها في بطنها ، فقالت : يا
كلمة الله ، ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه. فقال : يا خالق النفس من النفس ، ويا
مخلص النفس من النفس ، ويا مخرج النفس من النفس : خلصها. ( قال ) : فرمت بولدها ، فإذا
هي قائمة تشمه. ( قال ) : فإذا عسر على المرأة ولدها ، فاكتبه لها ».
وكل ما [٥] تقدم من الرقي ، فإن كتابته نافعة.
ورخص جماعة من السلف في كتابة
[١] زيادة عن الزاد.
وراجع في هذا البحث : طب الذهبي ١٤٨.
[٢] بالزاد : « عنه
... كأنهم يوم يرون ما يوعدون ... بلاغ. كأنهم يوم يرونها ... أو ضحاها ». وانظر :
أحكام الحموي ٢ / ٤١ ، وطب الذهبي ١٤٧.
[٣] كذا بأحكام
الحموي ٤٢ ، ولفظها : ما تكتب إلخ. وفى الأصل والزاد : وقد. وهو تحريف.
[٤] كذا بالأصل
وأحكام الحموي. وفى الزاد : قد. وكل صحيح.