اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 250
( وأيضا ) : فإن محبته للسواك أعظم من
محبته لبقاء خلوف فم الصائم.
( وأيضا ) : فإن السوك لا يمنع طيب
الخلوف ـ الذي يزيله السواك ـ : عند الله يوم القيامة : بل يأتي الصائم يوم
القيامة : وخلوف فمه أطيب من المسك ، علامة على صيامه ، ولو أزاله بالسواك. كما أن
الجريح يأتي يوم القيامة : ولون دم جرحه لون الدم ، وريحه ريح المسك. وهو مأمور
بإزالته في الدنيا.
( وأيضا ) : فإن الخلوف لا يزول بالسواك.
فإن سببه قائم ، وهو : خلو المعدة عن الطعام. وإنما يزول أثره ، وهو المنعقد على
الأسنان واللثة.
( وأيضا ) : فإن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ علم أمته ما
يستحب لهم في الصيام ، وما يكره لهم. ولم يجعل السواك من القسم المكروه : وهو يعلم
أنهم يفعلونه : وقد حضهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشمول : وهم يشاهدونه يستاك
وهو صائم ، مرارا كثيرة تفوت الاحصاء. ويعلم أنهم يقتدون به. ولم يقل لهم يوما من
الدهر : لا تستاكوا بعد الزوال. وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع. والله أعلم.
٤ ـ ( سمن ).
روى محمد بن جرير الطبري بإسناده ـ من حديث صهيب ، يرفعه ـ : « عليكم بألبان البقر
: فإنها شفاء ، وسمنها دواء ، ولحومها داء ». رواه عن أحمد بن الحسن الترمذي : حدثنا
محمد بن موسى النسائي ، حدثنا دفاع بن دغفل السدوسي ، عن عبد الحميد ابن صيفي بن
صهيب ، عن أبيه ، عن جده. ولا يثبت ما في هذا الاسناد.
والسمن حار رطب في الأولى. وفيه جلاء
يسير ، ولطافة ، وتفشية للأورام الحادثة من الأبدان الناعمة. وهو أقوى من الزبد : في
الانضاج والتليين. وذكر جالينوس : « أنه أبرأ الأورام الحادثة في الاذن ، وفى
الأرنبة ». وإذا ذلك به موضع الأسنان : نبت سريعا.
وإذا خلط عسل ولو زمر : جلا ما في الصدر
والرئة ، والكيموسات الغليظة اللزجة. إلا أنه ضار بالمعدة : سيما إذا كان مزاج
صاحبها بلغميا.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 250