اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 241
وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل
المدينة وغيرها ـ : من البلاد التي هو فاكهتهم فيها. وأنفعها للبدن : وإن كان من
لم يعتده يسرع التعفن في جسده ، ويتولد عنه دم ليس بمحمود ، ويحدث [١] في إكثاره منه صداع وسوداء ، ويؤذى
أسنانه. وإصلاحه بالسكنجبين ونحوه.
وفى فطر النبي صلىاللهعليهوسلم من الصوم ، عليه أو
على التمر أو الماء ، تدبير لطيف جدا. فإن الصوم يخلى المعدة من الغذاء : فلا تجد
الكبد فيها ما تجذ به وترسله إلى القوى والأعضاء. والحلو أسرع شئ وصولا إلى الكبد
، وأحبه إليها ـ ولا سيما إن كان رطبا ـ فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى.
فإن لم يكن فالتمر : لحلاوته وتغذيته. فإن لم يكن فحسوات الماء : تطفئ لهيب المعدة
وحرارة الصوم ، فتنتبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة.
٢ ـ ( ريحان ).
قال تعالى : (فأما إن كان من
المقربين ، فروح وريحان وجنة نعيم). وقال تعالى
: (والحب ذو العصف والريحان).
وفى صحيح مسلم ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ : « من عرض عليه
ريحان فلا يرده : فإنه خفيف المحمل ، طيب الرائحة ».
وفى سنن ابن ماجة ـ من حديث أسامة رضي
الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم
ـ أنه قال : « ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة لا خطر لها. هي ـ ورب الكعبة ـ : نور
يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وتمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة
، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في محلة
عالية بهية. قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها. قال : قولوا إن شاء الله
تعالى. فقال القوم : إن شاء الله ».
الريحان : كل نبت طيب الريح. فكل أهل
بلد يخصونه بشئ من ذلك : فأهل الغرب يخصونه بالآس ، وهو الذي يعرفه العرب : من
الريحان. وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق.