اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 227
وأهدى إليه طعام فيه
ثوم ، فأرسل به إلى أبى أيوب الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، تكرهه وترسل به إلي؟!
فقال : « إني أناجي من لا تناجى ».
وبعد : فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن
إسخانا قويا ، ويجفف تجفيفا بالغا نافعا [١]
للمبرودين ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على الوقوع في الفالج. وهو مجفف للمني ، مفتح
للسدد ، محلل للرياح الغليظة ، هاضم للطعام ، قاطع للعطش ، مطلق للبطن ، مدر للبول.
يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة ، مقام الترياق. وإذا دق وعمل به [٢] ضماد على نهش الحيات ، أو في لسع
العقارب ـ : نفعها ، وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ، ويزيد في حرارته ، ويقطع البلغم
، ويحلل النفخ ، ويصفى الحلق ، ويحفظ صحة أكثر الأبدان ، وينفع من تغير المياه والسعال
المزمن. ويؤكل نيئا [٣]
ومطبوخا ومشويا. وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج العلق من الحلق. وإذا دق مع
الخل والملح والعسل ، ثم وضع على الضرس المتأكل : فتته وأسقطه ، وعلى الضرس الوجع
: سكن وجعه. وإن دق منه مقدار درهمين ، وأخذ مع ماء العسل ـ : أخرج البلغم والدود.
وإذا طلى بالعسل على البهق : نفع.
ومن مضاره : أنه يصدع ويضر الدماغ
والعينين ، ويضعف البصر والباه ، ويعطش ، ويهيج الصفراء ، ويجيف رائحة الفم. ويذهب
رائحته : أن يمضغ عليه ورق السذاب.
٣ ـ ( ثريد ).
ثبت في الصحيحين عنه صلىاللهعليهوسلم
، أنه قال : « فضل عائشة على النساء : كفضل الثريد على سائر الطعام ».
والثريد ـ وإن كان مركبا ـ فإنه مركب من
خبز ولحم. فالخبز أفضل الأقوات ، واللحم سيد الادام. فإذا اجتمعا : لم يكن بعدهما
غاية.
وتنازع الناس : أيهما أفضل؟ والصواب : أن
الحاجة إلى الخبز أكثر وأعم ، واللحم أجل وأفضل ، وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما
عداه ، وهو طعام أهل الجنة. وقد قال تعالى لمن طلب البقل والقثاء والفوم والعدس
والبصل : (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي