اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 226
فكلوا منها : فإنها
تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس ». وفى ثبوت هذا نظر.
واللحم منه أجود ، و ( هو ) يعطش
المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح ، وينفع السعال المزمن ، ويدر
البول ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة. ولاكله على الريق منفعة
عجيبة : في تفتيح مجارى الغذاء ، وخصوصا باللوز والجوز. وأكله مع الأغذية الغليظة
ردئ جدا.
والتوت الأبيض قريب منه. ولكنه [١] أقل تغذية ، وأضر بالمعدة.
٣ ـ ( تلبينه ).
قد تقدم : أنها ماء الشعير المطحون. وذكرنا منافعها ، وأنها أنفع لأهل الحجاز من
ماء الشعير الصحيح [٢].
حرف الثاء
١ ـ ( ثلج ).
ثبت في الصحيح عن النبي صلىاللهعليهوسلم
، أنه قال : « اللهم ، اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ». وفى هذا الحديث ـ
من الفقه ـ أن الداء يداوى بضده. فإن في الخطايا ، من الحرارة والحريق ، ما يضاد
الثلج والبرد والماء البارد.
ولا يقال : إن الماء الحار أبلغ في
إزالة الوسخ. لان في الماء البارد ـ : من تصليب الجسم وتقويته. ـ ما ليس في الحار.
والخطايا توجب أثرين : التدنيس والارخاء. فالمطلوب تداويها بما ينظف القلب ويصلبه.
فذكر الماء البارد والثلج والبرد ، إشارة إلى هذين الامرين.
وبعد : فالثلج بارد على الأصح. وغلط من
قال : حار. وشبهته : تولد الحيوان فيه. وهذا لا يدل على حرارته : فإنه يتولد في
الفواكه الباردة ، وفى الخل. وأما تعطيشة : فلتهييجه الحرارة ، لا لحرارته في نفسه.
ويضر المعدة والعصب. وإذا كان وجع
الأسنان من حرارة مفرطة : سكنها.
٢ ـ ( ثوم ).
هو قريب من البصل. وفى الحديث : « من أكلهما فليمتهما طبخا »