اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 217
عن أبيه ، عن جده
رضي الله عنه ـ : « أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
أمر بالإثمد المروح عند النوم ، وقال [١]
: ليتقه الصائم ». قال أبو عبيد : « المروح : المطيب بالمسك ».
وفى سنن ابن ماجة وغيره ، عن ابن عباس
رضي الله عنهما ، قال : « كانت للنبي صلىاللهعليهوسلم
مكحلة يكتحل منها ثلاثا في كل عين ». وفى الترمذي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال
: « كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم
إذا اكتحل : يجعل في اليمنى ثلاثا ، يبتدئ بها ويختم بها ، وفى اليسرى ثنتين ».
وقد روى أبو داود عنه صلىاللهعليهوسلم : « من اكتحل
فليوتر ». فهل الوتر بالنسبة إلى العينين كلتيهما ـ : فيكون في هذه ثلاث وفى هذه
اثنتان ، واليمنى أولى بالابتداء والتفضيل. ـ أو هو بالنسبة إلى كل عين : فيكون في
هذه ثلاث ، وفى هذه ثلاث؟ وهما قولان في مذهب أحمد وغيره.
وفى الكحل : حفظ لصحة العين ، وتقوية
للنور الباصر ، وجلاء لها ، وتلطيف للمادة الرديئة ، واستخراج لها مع الزينة في
بعض أنواعه. وله عند النوم مزيد فضل : لاشتمالها على الكحل ، وسكونها عقيبه عن
الحركة المضرة بها ، وخدمة الطبيعة لها. وللأثمد في ذلك خاصية.
وفى سنن ابن ماجة ـ عن سالم ، عن أبيه
يرفعه ـ : « عليكم بالإثمد. فإنه يجلو البصر وينبت الشعر » [٢]. وفى كتاب أبى نعيم : « فإنه منبتة
للشعر ، مذهبة للقذى ، مصفاة للبصر ». وفى سنن ابن ماجة أيضا ـ عن ابن عباس رضي
الله عنهما ، يرفعه ـ : « خير أكحالكم الأثمد : يجلو البصر ، وينبت الشعر » [٤].