اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 141
والتفل ـ : قابلت
ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة ، فأزالته. والله أعلم.
فصل في هديه صلىاللهعليهوسلم
في علاج لدغة العقرب بالرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده ، من حديث
عبد الله بن مسعود ، قال : « بينا رسول ( الله ) [١]صلىاللهعليهوسلم
يصلى ، إذ سجد : فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : لعن الله
العقرب : ما تدع نبيا ولا غيره. ( قال ) : ثم دعا بإناء فيه ماء وملح ، فجعل يضع
موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين. حتى سكنت » [٢].
ففي هذا الحديث ، العلاج بالدواء المركب
من الامرين : الطبيعي والإلهي.
فإن في سورة الاخلاص ـ : من كمال
التوحيد العلمي الاعتقادي ، وإثبات الأحدية لله المستلزمة نفى كل شركة عنه ، وإثبات
الصمدية المستلزمة لاثبات كل كمال له ، مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي
: تقصده الخليقة وتتوجه إليه علويها وسفليها ، ونفى الوالد والولد والكفء عنه ، المتضمن
لنفى الأصل والفرع والنظير والمماثل. ـ ما [٤]
اختصت به ، وصارت تعدل ثلث القرآن. ففي اسمه « الصمد » : إثبات كل الكمال ،
وفى نفى الكفء : التنزيه عن الشبيه والمثال ، وفى « الاحد » : نفى كل شريك لذي الجلال.
وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد.
وفى المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه
جملة وتفصيلا : فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان في
الأجسام أو الأرواح. والاستعاذة من شر الغاسق ، وهو الليل ، وآيته ـ وهو القمر إذا
غاب ـ تتضمن [٤]
الاستعاذة من شر ما ينتشر