اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 105
يعصب العينين ، ويقمط
البطن ، ويغسل الوجه بماء بارد عند الفراغ ، وأن يشرب عقبه شراب التفاح مع يسير من
مصطكي. وماء الورد ينفعه نفعا بينا. والقئ يستفرغ من أعلى المعدة ، ويجذب من أسفل.
والاسهال بالعكس. قال أبقراط : « وينبغي أن يكون الاستفراغ في الصيف من فوق ، أكثر
من الاستفراغ بالدواء ، وفى الشتاء من أسفل ».
ذكر مالك في موطئه ـ عن زيد بن أسلم ـ :
« أن رجلا في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
جرح ، فاحتقن الدم. وأن الرجل دعا رجلين من بنى أنمار ، فنظرا إليه. فزعم أن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
، قال لهما : أيكما أطب؟ فقالا : أوفى الطب خير يا رسول الله؟! فقال : أنزل [٢] الدواء الذي أنزل الداء ».
ففي هذا الحديث : أنه ينبغي الاستعانة ،
في كل علم وصناعته ، بأحذق من فيها فالأحذق ، فإنه إلى الإصابة أقرب. وهكذا : يجب
على المستفتى أن يستعين على ما نزل به ، بالأعلم فالأعلم. لأنه أقرب إصابة ممن هو
دونه. وكذلك : من خفيت عليه القبلة ، فإنه يقلد أعلم من يجده. وعلى هذا فطر الله
عباده. كما أن المسافر في البر والبحر : إنما سكون نفسه وطمأنينته إلى أحذق
الدليلين وأخبرهما ، وله يقصد ، وعليه يعتمد. فقد اتفقت على هذا الشريعة والفطرة
والعقل.
وقوله صلىاللهعليهوسلم
: « أنزل الدواء الذي أنزل الداء » ، قد جاء مثله عنه في أحاديث كثيرة. فمنها : ما
رواه عمرو بن دينار عن هلال بن يساف ، قال : « دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، على مريض يعوده ،
فقال : أرسلوا إلى طبيب. فقال قاتل : وأنت تقول ذلك