اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 103
( السادس ) : أن يكون من عدم موافقة
المأكول والمشروب لها ، وكراهتها له ، فتطلب دفعه وقذفه.
( السابع ) : أن يحصل فيها ما يثور
الطعام بكيفيته وطبيعته ، فتقذف به.
( الثامن ) : القرف. وهو موجب غثيان
النفس وتهوعها.
( التاسع ) : من الاعراض النفسانية ، كالهم
الشديد والغم والحزن ، وغلبة اشتغال الطبيعة والقوى الطبيعية به ، واهتمامها
بوروده ، عن تدبير البدن وإصلاح الغذاء وإنضاجه وهضمه ، فتقذفه المعدة. وقد يكون
لأجل تحرك الاخلاط عند تخبط النفس. فإن كل واحد من النفس والبدن ينفعل عن صاحبه ، ويؤثر
كيفيته في كيفيته.
( العاشر ) : نقل الطبيعة : بأن يرى من
يتقيأ فيغلبه هو [١]
القئ من غير استدعاء. فإن الطبيعة نقالة.
وأخبرني بعض حذاق الأطباء ، قال : كان
لي ابن أخت حذق في الكحل ، فجلس كحالا. فكان إذا فتح عين الرجل ، ورأى الرمد وكحله
: رمد. وتكرر ذلك منه ، فترك الجلوس. قلت له : فما سبب ذلك؟ قال : نقل الطبيعة ، فإنها
نقالة. قال : وأعرف آخر كان رأى خراجا في موضع من جسم رجل يحكه ، فحك هو ذلك
الموضع ، فخرجت فيه خراجة.
قلت : وكل هذا لابد فيه من استعداد
الطبيعة ، وتكون المادة ساكنة فيها غير متحركة ، فتتحرك لسبب من هذه الأسباب. فهذه
أسباب لتحرك المادة ، لا أنها [٢]
هي الموجبة لهذا العارض.
( فصل ) ولما كانت الاخلاط في البلاد
الحارة والأزمنة الحارة ، ترق وتنجذب إلى فوق ـ : كان القئ فيها أنفع. ولما كانت
في الأزمنة الباردة والبلاد الباردة ، تغلظ ويصعب جذبها إلى فوق ـ : كان استفراغها
بالاسهال أنفع.
[١] كذا بالزاد ١٠٦.
وفى الأصل : « وهو ». والزيادة من الناسخ أو الطابع.
[٢] كذا بالزاد. وفى
الأصل : « لا لأنها »
وهو تحريف
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 103