اسم الکتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام المؤلف : الحلو، السيد محمد علي الجزء : 1 صفحة : 109
فأين التقارب إذن؟
وإذا كان هذا حال مصعب بن الزبير
ومواقفه من أهل البيت عليهمالسلام
، فمتى يتاح له التقارب مع بني هاشم ، الذين لا يزالون يحتفظون بمواقف التنكيل
والتشريد التي ارتكبها عبدالله بن الزبير ، وقد عزم على إحراقهم وإفنائهم. ومصعب
بن الزبير هو إحدى الصنائع الزبيرية التي ما فتأت تعمل على إنجاح الأطروحة
الزبيرية بالتنكيل والتقتيل لأهل البيت وأشياعهم ، فهل يمكننا بعد هذه المقدمات
التاريخية من استعراض حال آل الزبير ، أن يجد علي بن الحسين عليهماالسلام مبررا لزواج مصعب
بن الزبير من أخته «آمنة» سكينة بنت الحسين؟!
وإذا اعترض أحدهم قائلا : بأن الزواج ـ
خصوصا في ذلك الوقت ـ لا علاقة له بالمواقف الشخصية ، وأن مسألة المصاهرة لا تعدو
عن اقتران بين زوجين ، لا يمثلان كل منهما توجها سياسيا أو فكريا يناقض أو يوافق
الطرف الآخر.
فإن ذلك المقول غير دقيق ؛ إذ بالعكس
فقد كان الزواج ـ خصوصا في ذلك الوقت ـ يمثل حالات تقارب سياسي ، واستقطاب اجتماعي
، يحصل من خلاله الشخص على تأييد أصهاره أو محاولة منه لتأمين جانبهم وتخفيف
احتمال الوقيعة به ، وهذا دأب ذي الشأن منهم. وما زواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من تشكيلات
متعددة إلا صورة لهذه الحالة السائدة لدى المجتمع القبلي ، الذي يعيش تحت وطأة
التعصبات القبائلية ، والأعراف العربية الملتزمة وقتذاك. فقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يستقطب في
مصاهراته المتعددة بيوتات لها خطرها في التيارات السياسية المتربصة بالدين الحنيف.
اسم الکتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام المؤلف : الحلو، السيد محمد علي الجزء : 1 صفحة : 109