اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 71
أسيادهم ، وكانوا مغلوبين على أمرهم ، تغلبهم
عليه تلك الصدقات التي هم محتاجون إليها ، والتي في يد الاُمويِّين تخفيفها أو
إلغاؤها ، فلا عجب إذاً في أن يروا في حكم أهل الشام نيراً ثقيلاً ، وأن يتأهّبوا
لدفعه متى سنحت الفرصة المواتية لهم بذلك.
وازدادت الضغينة على الاُمويِّين بسبب
عدائهم للنبي والعقيدة الإسلاميّة بما انظمّ إليها من الشكاوى على السلطان التي
أصبحت الآن شكاوى من الاُمويِّين ، وهم أصحاب السلطان ، وهي النقاط أنفسها تُعاد
وتُكرر ؛ عمّال يسيئون استعمال سلطانهم ، وأموال للدولة تذهب إلى جيوب عدد قليل من
الناس ، بينما لا يحصل غيرهم على شيء.
وكان زعماء القبائل والأسر في الكوفة
يشاركون غيرهم منذ الأصل هذا الشعور ، بيد أن وضعهم الذي يُلقي بالمسؤولية على
عاتقهم جنح بهم إلى أن يعتصموا بالحيطة والحكمة ، فلا يشرعون في القيام بثورة لا
هدف لها ، بل يردون الجماهير عنها حين ينطلقون فيها ، وها هم أولاء باسم السلام
والنظام يضعون نفوذهم تحت تصرّف الحكومة ؛ كيلا يُعرضوا وضعهم للأخطار ، وإذا هم
يُصبحون أعداء أكثر فأكثر للشيعة الحقيقيين ، وأعداء لهم يشتدّ عداؤهم يوماً بعد
يوم ، تلك الشيعة التي لم ينقض من تمسكها بورثة الرسول صلىاللهعليهوآله إخفاقها في تحقيق
رغباتها ... بل زاد فيه. وكانت مقاومتها للإرستقراطية القبلية تُضيق الخناق عليها»
[١].
[١] يوليوس ولهاوزن
: الدولة العربية وسقوطها : ٥١ ـ ٥٢ و ٥٣ و ٥٦.
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 71