اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 98
وتقتاتون
القِدّ ، أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم اللّه تبارك
وتعالى بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، بعد اللتيّا والتي
، وبعد أن مُني ببُهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، كلما أوقدوا نارا
للحرب أطفأها اللّه ، أو نجم قرن الشيطان ، أو فغر فاغرة من المشركين ، قذف أخاه
في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدودا في
ذات اللّه ، مجتهدا في أمر اللّه ، قريبا من رسول اللّه ، سيدا في أولياء اللّه ، مشمّرا
ناصحا مجدّا كادحا ، لا تأخذه في اللّه لومة لائم ، وأنتم على رفاهية من العيش
وادعون فاكهون آمنون ، تتربّصون بنا الدوائر ، وتتوكّفون الأخبار ، وتنكصون عند
النزال ، وتفرّون من القتال.
فلمّا
اختار اللّه لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ، ظهرت فيكم حسيكة النفاق ، وسمل
جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر
في عرصاتكم ، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللعزّة
فيه ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحشمكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير
إبلكم ، ووردتم غير مشربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ،
والرسول لمّا يقبر ... ».
وتعرّضت عليهاالسلام
في هذه الخطبة للدفاع عن حقّها في إرث النبي صلىاللهعليهوآله
قائلة : « وأنتم الآن
تزعمون أن لا إرث لي من أبي(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[١]؟! أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلّى لكم