ثُمَّ ذهبت الصديقة فاطمة عليهاالسلام فتبعها رافع بن رفاعة الزرقي فقال لها
: يا سيدة النساء ، لو كان أبو الحسن تكلّم في هذا الأمر وذكر للناس قبل أن يجري
هذا العقد ، ما عدلنا به أحداً. فقالت فاطمة عليهاالسلام
: « إليك عني ،
فما جعل اللّه لأحد بعد غدير خمّ من حجّة ولا عذر
».
قال الراوي : فما رأينا يوماً كان أكثر
باكياً ولا باكية من ذلك اليوم ، وارتجّت المدينة ، وهاج الناس ، وارتفعت الأصوات.
الخطبة الثانية
لمّا مرضت عليهاالسلام
المرضة التي تُوفّيت فيها ، دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار يعدنها ، فخطبت
فيهن ، وكان من كلامها في الدفاع عن الإمامة : « ويحهم أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد
النبوة والدلالة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبين باُمور الدنيا والدين؟! (أَلاَ
ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)[٢]. وما الذي نقموا من أبي الحسن؟! نقموا واللّه منه
نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات
اللّه.
وتاللّه
لو مالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة ، لردّهم إليها ،
[١] من مصادر هذه
الخطبة : بلاغات النساء / ابن طيفور : ٢٣ ، دلائل الإمامة / الطبري الإمامي : ١١٤
ـ ١١٨ / ٣٦ ، الاحتجاج / الطبرسي ١ : ١٤٦ ، كشف الغمّة / الاربلي ٢ : ١٠٨ ،
وغيرها.