والحجارة ، وأثخنته
الجراح وأعياه النزف ، وجهد الحرب والعطش. ومع هذا الحال ، وإذا به يسبّح في روح
الله وروحانيته ، فيناجي ربّه بكلّ مشاعر قلبه ، بهذه الأنفاس المتقطّعة التي
ستعيش معه لحظات ثمّ تهدأ. فهو حريص عليها أن لا تذهب سُدىً ، وأن لا تذهب إلاّ في
سبيل الله ، رافعاً طرفه نحو السماء قائلاً بضعيف صوت :
«اللّهم متعالي المكان ، عظيم الجبروت ،
شديد المحال ، غني عن الخلايق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ،
صادق الوعد ، سابغ النعمة ، حسن البلاء ، قريب إذا دُعيت ، محيط بما خلقت ، قابل
التوبة لمَنْ تاب إليك ، قادر على ما أردت ، تُدرك ما طلبت ، شكور إذا شُكرت ، ذكور
إذا ذُكرت ، أدعوك محتاجاً ، وأرغب إليك فقيراً ، وأفزع إليك خائفاً ، وأبكي
مكروباً ، واستعين بك ضعيفاً ، وأتوكّل عليك كافياً. اللّهمّ احكم بيننا وبين
قومنا ؛ فإنّهم غرّونا وخذلونا ، وغدروا بنا وقتلونا ، ونحن عترة نبيّك ، وولد
حبيبك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، الذي اصطفيته بالرسالة ،