التراب ، وأحرقها
هجيرُ الشمس ، فنادى أهل بيته وأصحابه وأنصاره بهذه النداء :
«يا مسلم بن عقيل ، ويا هاني بن عروة ، ويا
حبيب بن مظاهر ، ويا زهير بن القين ، ويا يزيد بن مهاصر ، ويا فلان ويا فلان. يا
أبطال الصفا ، ويا فرسان الهيجا ، ما لي اُناديكم فلا تسمعون؟ وأدعوكم فلا تجيبون؟
أنتم نيام أرجوكم تنتبهون ، أم حالت مودّتكم عن إمامكم فلا تنصروه؟ هذه نساء
الرسول (صلّى الله عليه وآله) لفقدكم قد علاهنّ النحول ، فقوموا عن نومتكم أيّها
الكرام ، وادفعوا عن حرم الرسول الطغام اللئام ، ولكن صرعكم والله ريب المنون ، وغدر
بكم الدهر الخؤون ، وإلاّ لما كنتم عن نصرتي تقصّرون ، ولا عن دعوتي تحتجبون ؛ فها
نحن عليكم مفجوعون ، وبكم لاحقون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون» [١].
ثمّ صاح بأعلى صوته :
«هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من
موحّد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟»