ولكنّه لمّا رأى الحسين
بهذا الحال ، تقدّم يستأذنه في الدفاع عنه ، فعطف عليه الحسين (عليه السّلام) قائلاً
:
«يا جون ، إنّما تبعتنا طلباً للعافية ،
فأنت في إذن منّي».
جون قائلاً : سيدي ، أنا في الرخاء ألحس
قصاعكم ، وفي الشدّة أخذلكم!
إنّ ريحي لنتن ، وحسبي للئيم ، ولوني
لأسود ، فتنفس عليّ بالجنّة ليطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيضّ لوني. لا والله ، لا
اُفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. فأذن له الحسين (عليه السّلام) ، فهجم
على جيش الضلال والانحراف ، وقتل منهم خمساً وعشرين ثمّ قُتل.
الحسين يقف عليه قائلاً : «اللّهمّ بيّض
وجهه ، وطيّب ريحه ، واحشره مع محمّد ، وعرّف بينه وبين آل محمّد (صلّى الله عليه
وآله)». فكان لا يمرّ عليه أحد في المعركة إلاّ ويشمّ منه رائحة طيّبة أزكى من
المسك [١].
هكذا كان الوفاء في ساحة المعركة من جون
، والعطف من الحسين (عليه السّلام).