اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 53
ظلها إلاّ الغدر [١] ؛ فأقدم على نقض كلّ شرط أعطاه للحسن عليهالسلام ، ووضع خطّة تحقّق
له ذلك ، وكان مفتاح الأمر هو أن يغتال الحسن عليهالسلام
؛ إذ لم يكن باستطاعته نقض الشروط والحسن عليهالسلام
حي ، فاحتال ودسَّ السُّم بواسطة بنت الأشعث إحدى زوجات الإمام الحسن [٢]. ثمّ تحرك معاوية وفق سياسة عامّة ، وكانت
أهم بنودها ما يلي :
١ ـ لعن علي عليهالسلام وشتمه على منابر
المسلمين ليربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ،
[١] حيث نقض أبوه
أبو سفيان عهد الحديبيّة مع النبي صلىاللهعليهوآله.
[٢] قال في
الاستيعاب في ترجمة الحسن عليهالسلام
: قال قتادة وأبو بكر بن حفص : سُمّ الحسن بن علي ، سمّته جعدة بنت الأشعث بن قيس
الكندي ، وقالت طائفة : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذله لها في ذلك ، وكان
لها ضرائر. وروى الذهبي عن الواقدي قال : وقد سمعت مَنْ يقول : كان معاوية قد
تلطّف لبعض خدم الحسن أن يسقيه سمّاً. وروى أيضاً عن أبي عوانة ، عن مغيرة ، عن
أمّ موسى : أنّ جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السمّ. سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٧٤.
قال البدري : وقد عُرف معاوية أنّه كان يستعمل السمّ للتخلّص من خصومه ، فقد روى
الطبري ٥ / ٩٦ في حوادث سنة ٣٨ : أنّ معاوية طلب من الحايستار رجل من أهل الخراج
أن يحتل لقتل مالك الأشتر لمّا بعثه علي عليهالسلام
والياً إلى مصر فدسّ له السمّ. وروى الطبري أيضاً ٥ / ٢٢٧ ، حوادث سنة ٤٦ قال : حدّثني
عمر قال : حدّثني علي ، عن مسلمة بن محارب : أنّ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان
قد عظم شأنه بالشام ، ومال إليه أهلها لِما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد
، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه حتّى خافه معاوية وخشي على نفسه منه
لميل الناس إليه ، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله ، وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع
عنه خراجه ما عاش ، وأن يولّيه جباية خراج حمص. فلمّا قدم عبد الرحمن بن خالد حمص
منصرفاً من بلاد الروم دسّ إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه ، فشربها
فمات بحمص ، فوفّى له معاوية بما ضمن له ، وولاّه خراج حمص ووضع عنه خراجه. قال : وقدم
خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المدينة ، فجلس يوماً إلى عروة بن الزبير
فسلّم عليه ، فقال له عروة : مَنْ أنت؟ قال : أنا خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن
الوليد. فقال له عروة : ما فعل ابن أثال؟ فقام خالد من عنده وشخص متوجّهاً إلى حمص
، ثمّ رصد بها ابن أثال فرآه يوماً راكباً ، فاعترض له خالد بن عبد الرحمن فضربه
بالسيف فقتله ، فرفع إلى معاوية فحبسه أياماً ، وأغرمه ديته ولم يقده منه ، ورجع
خالد إلى المدينة ، فلمّا رجع إليها أتى عروة فسلّم عليه ، فقال له عروة : ما فعل
ابن أثال؟ فقال : قد كفيتك ابن أثال ، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ فسكت عروة.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 53