اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 504
معالم التغيير بعد شهادة
الحسين عليهالسلام
لئن شاء الله تعالى أن يُقتل الحسين عليهالسلام بعد خمسة شهور من
حركته الهادية ، فقد شاء أيضاً أن يتحرّك الواقع السياسي والاجتماعي بعد الحسين عليهالسلام بالاتجاه الذي يخدم
الأهداف التي تحرّك الحسين عليهالسلام
لها وقُتل من أجلها ، ثمّ يتحقق كلّ ما أراد تحقيقه. وبيان ذلك كما يلي :
أوّلاً :
تفهمت الأمّة أنّ الطاعة المطلقة
للخليفة ليست من الدين في شيء ، وأنّ الدين يدعو مجاهدة سلطة بني اُميّة والإطاحة
بهم ، ومن ثمّ نهضت ثائرة تحت لواء هذا القائد ، أو ذاك من مختلف الاتجاهات ، وقد
استمرت الثورات عليهم حتّى سقطوا على يد بني العباس ، ولم تعد سلطة بعد ذلك تتبنّى
لعن علي والتربية على بغضه.
ثانياً :
تنفس الشيعة ، الصحابة والتابعون من
جديد في الكوفة بشكل عام حين ارتفع الضغط الخاص عليهم مدّة عشر سنوات تقريباً بعد
موت يزيد أيام بيعتها لابن الزبير (٦٤ ـ ٦٧) ، وأيام المختار بشكل خاص لمدّة سنة ونصف
(١٤ ربيع الأوّل ٦٦ ـ ١٤ رمضان ٦٧) حين استطاعوا أن يُطهِّروا المجتمع الكوفي من
قتلة الحسين عليهالسلام
ـ الذين كانوا يمثلون قمّة الانحراف وبؤرة الفساد فيه ـ ويعيدوا التثقيف الصحيح
باتجاه علي عليهالسلام
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 504