اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 502
نمي الخبر إلى يزيد فعزل النعمان بن
بشير ؛ خوفاً من أن لا يُقْدِم على الحسين عليهالسلام[١] ، وضم
الكوفة إلى عبيد الله بن زياد وطلب منه الذهاب إليها ، ومواجهة حركة مسلم. واستطاع
ابن زياد أن يسيطر على الحركة الشعبية الكامنة في الخفاء بواسطة قوى الشرطة والأمن
الداخلي الموالية للنظام ، ثمّ ألقى القبض على هانئ ومسلم وقتلهما ، وزج في السجون
آلاف [٢] من
المستضعفين على الشبهة والظنّة ، وقطع الطرق المؤدّية إلى الكوفة [٣] بالجيش والشرطة الذين رُبّوا على
الولاء لبني اُميّة ، والطاعة للنظام منذ عشرين سنة.
بعث يزيد إلى مكّة مَنْ يقتل الحسين عليهالسلام غيلة ، ويصل الخبر
إلى الحسين عليهالسلام
، ويقترن ذلك مع وصول كتاب مسلم الذي يخبر فيه أنّ الأجواء مهيّأة للحسين عليهالسلام. خرج الحسين عليهالسلام يوم الثامن من ذي
الحجّة من مكّة خوفاً من أن يُغتال في الموسم ، أو يُقتل في الحرم وتستباح به حرمة
الحرم [٤] ، وقد حاول
والي مكّة منعه من الخروج ولم يفلح.
[٢] قدر الدكتور
الخربوطلي المصري في كتابه المختار بن عبيد الثقفي (٧٤ – ٧٩) إنّ عدد الذين سجنهم
ابن زياد يبلغ اثني عشر ألفاً من الشيعة ، منهم المختار نفسه ، ثم اُطلق ونفي إلى
الحجاز.
[٣] قال ابن سعد في
الجزء المفقود ١ / ٤٦٦ : وجعل الرجل والرجلان والثلاثة يتسللون إلى حسين من الكوفة
فبلغ ذلك عبيد الله ، فخرج فعسكر بالنخيلة ، واستعمل على الكوفة عمر بن حريث ، وأخذ
الناس بالخروج إلى النخيلة ، وضبط الجسر فلم يترك أحداً يجوزه.
[٤] روى الطبري ٥ / ٣٨٦
، قال هشام : عن عوانة بن الحكم ، عن لبطة بن الفرزدق بن غالب ، عن أبيه قال : حججت
بأمّي فأنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحجّ ، وذلك في سنة ستين إذ لقيت
الحسين بن علي خارجاً من مكّة معه أسيافه وأتراسه ، فقلت : لمَنْ هذا القطار؟ فقيل
: للحسين بن علي. فأتيته فقلت : بأبي واُمّي يابن رسول الله! ما أعجلك عن الحجّ؟
فقال : «لو لم أعجل لاُخذت». وروى البسوي في كتاب المعرفة والتاريخ / ٥٣٢ كتاب ابن
عباس إلى يزيد بعد قتل الحسين وواقعة الحرّة ، جاء فيه : فما أنس من الأشياء فلست
بناس إطرادك حسيناً رحمهالله
من حرم رسول الله إلى حرم الله ، وتسييرك إليه الرجال لتقتله في الحرم ، فما زلت
بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته إلى العراق ، فخرج خائفاً يترقب ، فتزلزلت به خيلك ؛
عداوة لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وفي
رواية اليعقوبي ٢ / ٢٤٧ : فما زلت بذلك كذلك حتّى أخرجته من مكّة إلى أرض الكوفة ،
تزأر به خيلك
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 502