اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 38
والمقداد ونظراؤهم
أن يبدؤوا نشر الحديث النبوي ، ويعرِّفوا الناس بمفتاح العلم والهداية بعد النبي صلىاللهعليهوآله وهم أهل بيته عليهمالسلام.
انتهى الانشقاق الداخلي لقريش بنجاح طرف
عائشة وطلحة في التحريض على عثمان ، ثمّ نجاحهم في قتل عثمان ، وكانوا يترقّبون أن
يتّجه الناس إلى طلحة ليبايعوه ، غير أنّهم فوجئوا أنّ الناس اتّجهوا إلى علي عليهالسلام ، يقودهم عمّار وأبو
الهيثم بن التّيهان وأبو سعيد الخُدري وغيرهم من الصحابة الأنصار ، ومعهم مالك
الأشتر ونظراؤه من التابعين ، وأصرّوا على علي عليهالسلام
أن يبايعوه.
وقام علي عليهالسلام
بواجبه كوصي للنبي صلىاللهعليهوآله
، وإمام هدى بأمر الله تعالى ، وشاهد إلهي على الناس ، مسؤول عن حفظ الرسالة
ونشرها في المجتمع خير قيام ؛ [حيث] نهض بالأمر بعد قتل عثمان وبيعة الأمّة له ، فأكمل
عمله الذي بدأه في اُخريات عهد عثمان ؛ أكمل نشر سنّة النبي صلىاللهعليهوآله وإحياء العمل بها ،
والحثّ على تدوينها ، والمنع من التحديث بالأساطير الإسرائيلية ، وتثقف الناس
ثقافة إسلاميّة صحيحة. ولم تطب قريش بذلك نفساً فنكثت بيعة علي ، وعملت على تفريق
الأمّة ، وتصدّى لذلك وجوه قريش آنذاك ، وهم ؛ عائشة وطلحة ، والزبير ومعاوية ، وحاربوه
في البصرة في الحرب المعروفة بحرب الجمل. ولمّا انكسروا فيها التفّوا حول معاوية
في الشام وحاربه في صفّين ، ثمّ وقعت الفتنة
عن سعيد بن المسيب
قال : حجّ علي وعثمان ، فلمّا كنّا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتّع ، فقال علي عليهالسلام : «إذا رأيته ارتحل
فارتحلوا». فلبّى علي وأصحابه بالعمرة .... قال الإمام السندي بهامشه : قال : «إذا
رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا» ، أي ارتحلوا معه ملبّين بالعمرة ؛ ليعلم أنّكم قدّمتم
السنّة على قوله ، وأنّه لا طاعة له في مقابل السنّة. وفي صحيح البخاري ، وسنن
النسائي ، وسنن الدارمي ، وسنن البيهقي ، ومسند أحمد ، ومسند الطيالسي وغيرها ، عن
علي بن الحسين عليهماالسلام
، عن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعلياً ، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع
بينهما ، فلمّا رأى علي عليهالسلام
أهلّ بهما «لبيك بعمرة وحجّة معاً». قال : «ما كنت لأدع سنّة النبي صلىاللهعليهوآله لقول أحد». وفي لفظ
النسائي : فقال عثمان : أتفعلها وأنا أنهى عنها؟ فقال علي عليهالسلام : «لم أكن لأدع
سنّة رسول الله لأحد من الناس». انظر تفصيل المصادر في كتابنا شبهات وردود ط ٤ / ٢١٤
ـ ٢٢٤ بحث متعة الحج.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 38