اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 336
ديناً ، وإنّ أفضلهم
حالاً عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول ، وما هم لهم بشيعة ، إنّهم
لأعداء لهم ولغيرهم ، ولكن لما يريد الله من سفك دمائهم ، والتقرّب إليه بذلك منهم.
وإنّي والله لا اُؤتى بأحد منكم أكرى أحداً منهم منزلاً ولا أنزله إلاّ هدمت منزله
، وأحللت به ما هو أهله. إنّ البلدان مصّرها عمر بن الخطاب وهو مجتهد على ما يصلح
رعيته ، فجعل يمرّ عليه مَنْ يريد الجهاد فيستشيره : الشام أحبّ إليك أمّ العراق؟
فيقول : الشام أحبّ إليّ.
إنّي رأيت العراق داء عضالاً ، وبها
فرّخ الشيطان. والله [لقد أعضلوا بي] [١]
وإنّي لأراني ساُفرّقهم في البلدان ، ثمّ أقول : لو فرّقتهم لأفسدوا مَنْ دخلوا
عليه مع جدل وحجاج ، وكيف ولم ، وسرعة وجيف [٢]
في الفتنة ، فإذا خبروا عند السيف لم يخبر منهم طائل ، ولم يصلحوا على عثمان ، وهو
من بعد الإمام المظلوم الشهيد فلقي منهم الأمرين ، وكانوا هم أوّل الناس فتق هذا
الفتق ، ونقضوا عرى الإسلام عروة عروة ، وأنفلوا البلدان.
والله إنّي لأتقرّب إلى الله بكلّ ما
أفعل بهم ؛ لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم ، ثمّ وليهم أمير المؤمنين فلم يصطلحوا
عليه ، ثمّ يزيد بن معاوية فلم يصطلحوا ، ووليهم رجل الناس جلداً (يعني عبد الملك)
، فبسط عليهم السيف وأخافهم ، فاستقاموا له ، أحبّوا أو كرهوا ؛ وذلك أنّه خبرهم
فعرفهم [٣].
قال ابن عساكر : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني
خالد بن القاسم ، عن سعيد بن عمرو قال : رأيت منادي عثمان بن حيّان ينادي : برئت
ذمّة آله ممّن آوى عراقياً ، وكان عندنا رجل من أهل البصرة له فضل يُقال له : سوادة
، من العبّاد ، فقال : والله ما أحبّ أن اُدخل عليكم مكروهاً ، بلّغوني مأمني.
قال : قلت : لا خير لك في الخروج ؛ إنّ
الله يدفع عنّا وعنك.
[١] وردت العبارة في
المصدر الأساس (والله لو عضلوا أبي) ، وما أثبتناه بين المعقوفتين هو من تاريخ
الطبري. (موقع معهد الإمامين الحسنَين)
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 336