اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 335
وكتب عبد الملك إلى الحجّاج أيضاً : أن
جمِّر أهل العراق ، وتابع عليهم البعوث ، واستعن عليهم بالفقر ؛ فإنّه جند الله
الأكبر. ففعل ذلك بهم سنتين ، ثمّ أعطاهم بعد ذلك عطاءهم [١].
الكوفة على عهد الوليد :
قال اليعقوبي : وكتب الوليد إلى خالد بن
عبد الله القسري (عامله على الحجاز) يأمره بإخراج مَنْ بالحجاز من أهل العراقين
وحملهم إلى الحجّاج بن يوسف ، فبعث خالد إلى المدينة عثمان بن حيان المري لإخراج
مَنْ بها من أهل العراقين ، فأخرجهم جميعاً ـ وجماعاتهم في الجوامع ـ إلى الحجّاج
، ولم يترك تاجراً ولا غير تاجر ، ونادى : ألا برئت الذمّة ممّن آوى عراقياً. وكان
لا يبلغه أنّ أحداً من أهل العراق في دار أحد من أهل المدينة إلاّ أخرجه [٢].
قال ابن عساكر : أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الباقي ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا
الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر الواقدي ، قال : فحدّثني
محمد بن عبد الله بن أبي حرّة عن عمّه قال : رأيت عثمان بن حيان أخذ عبيدة بن رباح
ومنقذ العراقي في أناس من أهل العراق فحبسهم ، ثمّ بعث بهم في جوامع إلى الحجّاج
بن يوسف ، ولم يترك بالمدينة أحداً من أهل العراق تاجراً ولا غير تاجر من كلّ بلد
إلاّ أُخرجوا ، فرأيتهم في الجوامع. وسمعته يخطب على المنبر وهو يقول بعد حمد الله
: أيّها الناس ، إذا وجدنا أهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه ، وقرضوا
إليكم مَنْ لا يزيدكم إلاّ خبالاً أهل العراق ؛ هم أهل الشقاق والنفاق ، وهم والله
عش النفاق ، وبيضته التي انفلقت عنه. والله ما سبرت عراقياً قطّ فوجدت عنده
[٢] لا نعلم في أيّ
سنة ، ولكنّ اليعقوبي كان قد ذكر قبله حوادث سنة ٩٢ ، وذكر بعده حوادث سنة ٩٥
هجرية.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 335