اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 323
حتى نزل الزاوية ، وبعث
إلى طعام التجّار الكلاء فأخذه ، فحمله إليه وخلى البصرة لأهل العراق ، وكان عامله
عليهم الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ، وجاء أهل العراق حتّى دخلوا
البصرة ، وقد كان الحجّاج حين صدم تلك الصدمة ، وأقبل راجعاً ، دعا بكتاب المهلّب
فقرأه ، ثمّ قال : لله أبوه! (أي صاحب حرب هو) ، أشار علينا بالرأي ولكنّا لم نقبل.
وقال غير أبي مخنف : كان عامل البصرة
يومئذ الحكم بن أيوب على الصلاة والصدقة ، وعبد الله بن عامر بن مسمع على الشرط ، فسار
الحجّاج في جيشه حتّى نزل رستقباذ [١]
، وهي من دسبتي من كور الأهواز ، فعسكر بها ، وأقبل ابن الأشعث فنزل تستر وبينهما
نهر ، فوجّه الحجّاج مطهر بن حرّ العكي في ألفي رجل فأوقعوا بمسلحة لابن الأشعث ، وسار
ابن الأشعث مبادراً فواقعهم ، وهي عشية عرفة من سنة ٨١ ، فيقال : إنّهم قتلوا من
أهل الشام ألفاً وخمسمئة ، وجاءه الباقون منهزمين ، ومعه يومئذ مئة وخمسون ألف ، ففرّقها
في قوّاده وضمّنهم إياها ، وأقبل منهزماً إلى البصرة.
وخطب ابن الأشعث أصحابه فقال : أمّا
الحجّاج فليس بشيء ولكنّا نريد غزو عبد الملك. وبلغ أهل البصرة هزيمة الحجّاج ، فأراد
عبد الله بن عامر بن مسمع أن يقطع الجسر دونه ، فرشاه الحكم بن أيوب مئة ألف فكفّ
عنه ، ودخل الحجّاج البصرة فأرسل إلى ابن عامر فانتزع المئة ألف منه ، فلمّا دخل
عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث البصرة بايعه على حرب الحجّاج ، وخلع عبد الملك جميع
أهلها من قرّائها وكهولها ، وخندق الحجّاج عليه ، وخندق عبد الرحمن على البصرة ، وكان
دخول عبد الرحمن البصرة في آخر ذي الحجة من سنة ٨١.
قال أبو مخنف : حدّثني أبو الزبير
الهمداني : وخرج أهل الكوفة يستقبلون ابن الأشعث حين أقبل ، فاستقبلوه بعد ما جاز
قنطرة زُبارة [٢]
، فلمّا دخل الكوفة مال إليه أهل الكوفة
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 323