اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 283
ولأهل بيته وأصحابه
الذي يكونون معه ، كما أطلع المختار وبقيّة الخواص على دوره في إنفاذ الشوطين
الباقيين ، وإنّ الخطّة لا تتعطّل بشهادته عليهالسلام.
وقد مرّ علينا آنفاً قول ميثم التمّار للمختار لمّا كانا في حبس عبيد الله بن زياد
بأنّه يفلت ، ويخرج ثائراً بدم الحسين عليهالسلام[١] ، وأنّه
يقتل عبيد الله.
وقد نهض المختار بالشوط الثاني ، وقدِّر
له أن يقتل قتلة الحسين عليهالسلام
، ويقتص منهم فعلاً بفعل ، وحركة بحركة ، ويحقّق انتصاراً عظيماً لمدرسة علي عليهالسلام في الكوفة ومدنها ،
والجزيرة ، وفي شمال العراق وقراها مدّة ستة عشر شهراً ، انبعثت فيها أحاديث النبي
صلىاللهعليهوآله
الصحيحة في أهل بيته ، وانتشرت الحقائق الصحيحة عن السيرة وتاريخ الخلفاء وسيرة
علي عليهالسلام.
وكان هذا النصر على حساب حركة عبد الله
بن الزبير وأطروحته الفكرية والسياسية ، وموقفها من علي ومدرسته في غنىً عن البيان
، وقد مرّت الإشارة إلى طرف منها. لقد اقتطع المختار الكوفة وما يتبعها من القرى
والمدن من مملكة ابن الزبير ، مضافاً إلى أنّه نصر ابن الحنفيّة وابن عباس لمّا
حصرهما ابن الزبير في الحرم ليضرم عليهما الحطب.
وكان أيضاً على حساب عبد الملك بن مروان
في الشام وأطروحته الفكرية والسياسية ، وهي أطروحة معاوية ، وكان المختار قد بعث
جيشاً لقتال أهل الشام الذين بعثهم عبد الملك بقيادة عبيد الله بن زياد ، فهزم
الجيش وقتل ابن زياد.
وقد قُدِّر لابن الزبير أن يقضي على
المختار وحركته ، ويقتل سبعة آلاف صبراً من الشيعة كما سيأتي ، وصارت الكوفة كلّها
لابن الزبير من النصف من رمضان سنة ٦٧ هجرية إلى جمادى الأولى سنة ٧٢ ، وتحرّك
الإعلام الزبيري لمدّة خمس سنوات في
[١] كما في خبر ميثم
التمّار وقوله للمختار في السجن أنّه سوف يفلت ويقتل عبيد الله ، وأنّ ميثم يُرزق
الشهادة.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 283