اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 261
وروى سعيد بن جبير أنّ عبد الله بن
الزبير قال لعبد الله بن عباس : ما حديث أسمعه عنك؟ قال : وما هو؟ قال : تأنيبي
وذمي؟
فقال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «بئس المرء
المسلم يشبع ويجوع جاره».
فقال ابن الزبير : إنّي لأكتم بغضكم أهل
هذا البيت منذ أربعين سنة ... [١].
وقال : روى عمر بن شبة أيضاً عن سعيد بن
جبير قال : خطب عبد الله بن الزبير فنال من علي عليهالسلام
، فبلغ ذلك محمد بن الحنفيّة ، فجاء إليه وهو يخطب ، فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته
، وقال : يا معشر العرب ، شاهت الوجوه! أينتقص علي وأنتم حضور؟! إنّ علياً كان يد
الله على أعداء الله ، وصاعقة من أمره ، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقِّه ، فقتلهم
بكفرهم ؛ فشنئوه وأبغضوه ، وأضمروا له الشَّنَف والحسد وابنُ عمِّه صلىاللهعليهوآله حي بعدُ لم يمت ، فلمّا
نقله الله إلى جواره ، وأحبّ له ما عنده ، أظهرت له رجال أحقادها ، وشفت أضغانها ؛
فمنهم مَنْ ابتزَّ حقَّه ، ومنهم مَنْ ائتمر به ليقتله ، ومنهم مَنْ شتمه وقذفه
بالأباطيل ... والله ما يشتم علياً إلاّ كافر يُسِرّ شتمَ رسول الله صلىاللهعليهوآله ويخاف أن يبوح به ،
فيكنّي بشتم علي عليهالسلام
عنه.
أما إنّه قد تخطّت المنيّة منكم مَنْ
امتدّ عمره وسمع قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيه : «لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق» ، (وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون).
فعاد ابن الزبير إلى خطبته وقال : عَذَرْتُ
بني الفواطم يتكلّمون فما بال ابن الحنفيّة؟
فقال محمد : يابن اُمّ رومان ، وما لي
لا أتكلّم؟! وهل فاتني من الفواطم إلاّ واحدة؟ ولم يفتني فخرها لأنّها اُمّ أخوي ؛
أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جدّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنا ابن فاطمة
بنت أسد بن هاشم كافلة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، والقائمة مقام اُمّه. أما والله ، لولا خديجة بنت خويلد ما تركت في بني أسد بن
عبد العزى عظماً إلاّ هشمته. ثمّ قام فانصرف [٢].
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 261