اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 221
لفظ فوهُ أكباد الأزكياء
، ونبت لحمُه من دماء الشهداء؟ وكيف يُستبطأ في بغضنا أهل البيت مَنْ نظر إلينا
بالشَّنَف والشَّنَآن ، والإحَنِ والأضغان؟ ثمّ تقول غير متأثم ولا مستعظم :
لأهلّوا واستهلوا فرحا
ثمّ قالوا يا يزيد لا تَشلْ
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد
شباب أهل الجنّة تنكتها بمخصرتك! وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة ، وأستأصلت
الشأفة بإراقتك دماء ذريّة محمّد صلىاللهعليهوآله
، ونجوم الأرض من آل عبد المّطلب؟ وتهتف بأشياخك زعمت أنّك تناديهم! فلتردنّ
وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنّك شُلِلْت وبَكُمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما
فعلت.
اللّهمّ خذ لنا بحقّنا ، وانتقم مّمن
ظلمنا ، واحلل غضبك بمَنْ سفك دماءنا ، وقتل حماتنا. فوَالله ما فريت إلاّ جلدك ، ولا
حززت إلاّ لحمك ، ولتردنّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله
بما تحمّلت من سفك دماء ذرّيتّه ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع
الله شملهم ، ويلمّ شعثهم ، ويأخذ بحقّهم ، (ولا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ).
وحسبك بالله حاكما ً ، وبمحمّد صلىاللهعليهوآله خصيماً ، وبجبريل
ظهيراً ، وسيعلم مَنْ سوّل لك ومكَّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً!
وأيّكم شرّ مكاناً وأضعف جنداً! ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إنّي لأستصغر
قدرَك ، واستعظم تقريعَك ، واستكثر توبيخَك ، ولكن العيون عبرى ، والصدور حرّى.
ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء! فهذه الأيدي
تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها
العواسل ، وتعفّرها اُمّهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مَغنماً لتجدنا وشيكاً مَغرماً
، حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك ، وما ربُّك بظلاّم للعبيد ، وإلى الله المشتكى
وعليه المعوّل.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 221