اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 209
فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يابن فاطمة
، وأقدم عليه بالرَّجّالة فأخذ الحسين عليهالسلام
يشدّ عليهم فينكشفون عنه.
ثمّ إنّهم أحاطوا به إحاطة وقد أوثقته
السهام ، فحملوا عليه من كلّ جانب.
قال : ومكث الحسين عليهالسلام طويلاً من النهار ،
كلّما انتهى إليه رجل من الناس انصرف عنه ، وكره أن يتولّى قتله ، وعظيم إثمه عليه.
قال : وإنّ رجلاً من كندة يُقال له مالك بن النسير من بني بداء أتاه فضربه على
رأسه بالسيف ، وعليه برنس له فقطع البرنس وأصاب السيف رأسه فأدمى رأسه ، فامتلأ
البرنس دماً ، فقال له الحسين عليهالسلام
: «لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك الله مع الظالمين».
قال أبو مخنف : فوالله إنّه لكذلك ، إذ
خرجت زينب ابنة فاطمة ، أخته (سلام الله عليها) ، وهي تقول : ليت السماء تطابقت
على الأرض. وقد دنا عمر بن سعد من الحسين عليهالسلام
، فقالت : يا عمر بن سعد ، أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! قال : فكأنّي
أنظر إلى دموع عمر وهي تسيل على خديه ولحيته. قال : وصرف بوجهه عنها.
قال : ولقد مكث طويلاً من النهار ، ولو
شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ، ولكنّهم كان يتقي بعضهم ببعض ، ويحبّ هؤلاء أن
يكفيهم هؤلاء.
قال : فنادى شمر في الناس : ويحكم ماذا
تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. قال : فحُمل عليه من كلّ جانب ، فضُربت
كفّه اليسرى ضربة ضربها زرعة بن شريك التميمي ، وضُرب على عاتقه ، ثمّ انصرفوا وهو
ينوء ويكبو. قال : وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه
بالرمح فوقع.
قال : ثمّ قال شمر لِخَوَلّي بن يزيد
الأصبحي : احتز رأسه ، فأراد أن يفعل فضعف فأَرْعَد. فنزل إليه سنان بن أنس فذبحه
واحتزّ رأسه ، ثمّ دفعه إلى خولّي بن يزيد ، وقد ضُرب قبل ذلك بالسيوف.
قال علي بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن
أبي جعفر الباقر عليهالسلام
: «لقد قتلوه قتلة نهى
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 209